responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 120

الحاجب: الحقه فاسأله لم كره لبس السواد؟ و لا تعلمه أنى قلت لك. فسأله الربيع فقال: لأني لم أر محرما أحرم فيه، و لا ميتا كفن فيه، و لا عروسا جليت فيه، فلهذا أكرهه. و قد كان الأوزاعي في الشام معظما مكرما أمره أعز عندهم من أمر السلطان، و قد هم به بعض الولاة مرة فقال له أصحابه:

دعه عنك و اللَّه لو أمر أهل الشام أن يقتلوك لقتلوك. و لما مات جلس على قبره بعض الولاة فقال: رحمك اللَّه، فو اللَّه لقد كنت أخاف منك أكثر مما أخاف من الّذي ولانى- يعنى المنصور- و قال ابن أبى العشرين: ما مات الأوزاعي حتى جلس وحده و سمع شتمه بأذنه.

و قال أبو بكر بن أبى خيثمة: حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي قال: كنت جالسا عند الثوري فجاءه رجل فقال: رأيت كأن ريحانة من المغرب- يعنى قلعت-. قال: إن صدقت رؤياك فقد مات الأوزاعي. فكتبوا ذلك فجاء موت الأوزاعي في ذلك اليوم. و قال أبو مسهر: بلغنا أن سبب موته أن امرأته أغلقت عليه باب حمام فمات فيه، و لم تكن عامدة ذلك، فأمرها سعيد بن عبد العزيز بعتق رقبة. قال: و ما خلف ذهبا و لا فضة و لا عقارا، و لا متاعا إلا ستة و ثمانين، فضلت من عطائه. و كان قد اكتتب في ديوان الساحل. و قال غيره: كان الّذي أغلق عليه باب الحمام صاحب الحمام، أغلقه و ذهب لحاجة له ثم جاء ففتح الحمام فوجده ميتا قد وضع يده اليمنى تحت خده و هو مستقبل القبلة (رحمه اللَّه).

قلت: لا خلاف أنه مات ببيروت مرابطا، و اختلفوا في سنة و وفاته، فروى يعقوب بن سفيان عن سلمة قال قال أحمد: رأيت الأوزاعي و توفى سنة خمسين و مائة. قال العباس بن الوليد البيروتي: توفى يوم الأحد أول النهار لليلتين بقيتا من صفر سنة سبع و خمسين و مائة، و هو الّذي عليه الجمهور و هو الصحيح، و هو قول أبى مسهر و هشام بن عمار و الوليد بن مسلم- في أصح الروايات عنه- و يحيى بن معين و دحيم و خليفة بن خياط و أبى عبيد و سعيد بن عبد العزيز و غير واحد. قال العباس بن الوليد: و لم يبلغ سبعين سنة. و قال غيره: جاوز السبعين، و الصحيح سبع و ستون سنة، لأن ميلاده في سنة ثمان و ثمانين على الصحيح. و قيل إنه ولد سنة ثلاث و سبعين، و هذا ضعيف. و قد رآه بعضهم في المنام فقال له: دلني على عمل يقر بنى إلى اللَّه. فقال: ما رأيت في الجنة درجة أعلا من درجة العلماء العاملين، ثم المحزونين.

ثم دخلت سنة ثمان و خمسين و مائة

فيها تكامل بناء قصر المنصور المسمى بالخلد و سكنه أياما يسيرة ثم مات و تركه، و فيها مات طاغية الروم. و فيها وجه المنصور ابنه المهدي إلى الرقة و أمره بعزل موسى بن كعب عن الموصل، و أن يولى عليها خالد بن برمك، و كان ذلك بعد نكتة غريبة اتفقت ليحيى بن خالد، و ذلك أن‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 120
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست