responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 11

أ لم أعط فقراءكم؟ أ لم أخدم نساءكم؟ فقال يزيد: إنما ننقم عليك انتهاك المحارم و شرب الخمور و نكاح أمهات أولاد أبيك، و استخفافك بأمر اللَّه عز و جل. فقال، حسبك يا أخا السكاسك، لقد أكثرت و أغرقت، و إن فيما أحل اللَّه لي لسعة عما ذكرته. ثم قال: أما و اللَّه لئن قتلتموني لا ترتقن فتنتكم و لا يلم شعثكم و لا تجتمع كلمتكم. و رجع إلى القصر فجلس و وضع بين يديه مصحفا فنشره و أقبل يقرأ فيه و قال: يوم كيوم عثمان، و استسلم، و تسور عليه أولئك الحائط، فكان أول من نزل إليه يزيد بن عنبسة، فتقدم إليه و إلى جانبه سيف فقال: نحه عنك، فقال الوليد: لو أردت القتال به لكان غير هذا، فأخذ بيده و هو يريد أن يحبسه حتى يبعث به إلى يزيد بن الوليد، فبادره عليه عشرة من الأمراء فأقبلوا على الوليد يضربونه على رأسه و وجهه بالسيوف حتى قتلوه، ثم جروه برجله ليخرجوه، فصاحت النسوة فتركوه، و احتز أبو علاقة القضاعي رأسه، و احتاطوا على ما كان معه مما كان خرج به في وجهه ذلك، و بعثوا به إلى يزيد مع عشرة نفر، و منهم منصور بن جمهور و روح بن مقبل و بشر مولى كنانة من بنى كلب، و عبد الرحمن الملقب بوجه الفلس، فلما انتهوا إليه بشروه بقتل الوليد و سلموا عليه بالخلافة، فأطلق لكل رجل من العشرة عشرة آلاف، فقال له روح بن بشر بن مقبل: أبشر يا أمير المؤمنين بقتل الوليد الفاسق، فسجد شكرا للَّه و رجعت الجيوش إلى يزيد، فكان أول من أخذ يده للمبايعة يزيد بن عنبسة السكسكي فانتزع يده من يده و قال: اللَّهمّ إن كان هذا رضى لك فأعنى عليه، و كان قد جعل لمن جاءه برأس الوليد مائة ألف درهم، فلما جي‌ء به- و كان ذلك ليلة الجمعة و قيل يوم الأربعاء- لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة ست و عشرين و مائة. فأمر يزيد بنصب رأسه على رمح و أن يطاف به في البلد، فقيل له إنما ينصب رأس الخارجي، فقال: و اللَّه لأنصبنه، فشهره في البلد على رمح ثم أودعه عند رجل شهرا ثم بعث به إلى أخيه سليمان بن يزيد، فقال أخوه بعدالة: أشهد أنك كنت شروبا للخمر ما جنا فاسقا و لقد أرادنى على نفسي هذا الفاسق و أنا أخوه، لم يأنف من ذلك. و قد قيل إن رأسه لم يزل معلقا بحائط جامع دمشق الشرقي مما يلي الصحن حتى انقضت دولة بنى أمية، و قيل إنما كان ذلك أثر دمه، و كان عمره يوم قتل ستا و ثلاثين سنة، و قيل ثمانيا و ثلاثين، و قيل إحدى و ثلاثين، و قيل ثنتان و قيل خمس، و قيل ست و أربعون سنة. و مدة ولايته سنة و ستة أشهر على الأشهر، و قيل ثلاثة أشهر. قال ابن جرير: كان شديد البطش طويل أصابع الرجلين، كانت تضرب له سكة الحديد في الأرض و يربط فيها خيط إلى رجله ثم يثب على الفرس فيركبها و لا يمس الفرس، فتنقلع تلك السكة من الأرض مع وثبته‌

. خلافة يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان‌

و هو الملقب بالناقص لنقصه الناس من أعطياتهم ما كان زاده الوليد بن يزيد في أعطياتهم،

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 11
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست