responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 114

ابن عمرو و عثمان بن أبى العاتكة الدمشقيان، و عثمان بن عطاء، و مسعر بن كدام.

و حماد الراوية

و هو ابن أبى ليلى ميسرة- و يقال سابور- بن المبارك بن عبيد الديلميّ الكوفي، مولى بكير ابن زيد الخيل الطائي، كان من أعلم الناس بأيام العرب و أخبارها و أشعارها و لغاتها، و هو الّذي جمع السبع المعلقات الطوال، و إنما سمى الراوية لكثرة روايته الشعر عن العرب، اختبره الوليد بن يزيد بن عبد الملك أمير المؤمنين في ذلك فأنشده تسعا و عشرين قصيدة على حروف المعجم، كل قصيدة نحوا من مائة بيت، و زعم أنه لا يسمى شاعر من شعراء العرب إلا أنشد له ما لا يحفظه غيره.

فأطلق له مائة ألف درهم. و ذكر أبو محمد الحريري في كتابه درة الغواص، أن هشام بن عبد الملك استدعاه من العراق من نائبة يوسف بن عمر، فلما دخل عليه إذا هو في دار قوراء مرخمة بالرخام و الذهب، و إذا عنده جاريتان حسنتان جدا، فاستنشده شيئا فأنشده، فقال له: سل حاجتك:

فقال: كائنة ما كانت يا أمير المؤمنين؟ فقال: و ما هي؟ فقال تطلق لي إحدى هاتين الجاريتين.

فقال: هما و ما عليهما لك، و أخلاه في بعض داره و أطلق له مائة ألف درهم. هذا ملخص الحكاية، و الظاهر أن هذا الخليفة إنما هو الوليد بن يزيد، فإنه ذكر أنه شرب معه الخمر، و هشام لم يكن يشرب. و لم يكن نائبة على العراق يوسف بن عمر، إنما كان نائبة خالد بن عبد اللَّه القسري، و بعده يوسف بن عمر بن عبد العزيز. كانت وفاة حماد في هذه السنة عن ستين سنة. قال ابن خلكان: و قيل إنه أدرك أول خلافة المهدي في سنة ثمان و خمسين فاللَّه أعلم.

و فيها قتل حماد عجرد على الزندقة. و هو حماد بن عمر بن يوسف بن كليب الكوفي، و يقال إنه واسطي، مولى بنى سواد، و كان شاعرا ماجنا ظريفا زنديقا متهما على الإسلام، و قد أدرك الدولتين الأموية و العباسية، و لم يشتهر إلا في أيام بنى العباس، و كان بينه و بين بشار بن برد مهاجاة كثيرة، و قد قتل بشار هذا على الزندقة أيضا كما سيأتي، و دفن مع حماد هذا في قبره، و قيل إن حمادا عجرد مات سنة ثمان و خمسين، و قيل إحدى و ستين و مائة فاللَّه أعلم.

ثم دخلت سنة ست و خمسين و مائة

فيها ظفر الهيثم بن معاوية نائب المنصور على البصرة، بعمرو بن شداد الّذي كان عاملا لإبراهيم ابن محمد على فارس، فقيل أمر فقطعت يداه و رجلاه و ضربت عنقه ثم صلب. و فيها عزل المنصور الهيثم بن معاوية هذا الّذي فعل هذه الفعلة عن البصرة و ولى عليها قاضيها سوار بن عبد اللَّه، فجمع له بين القضاء و الصلاة، و جعل على شرطتها و أحداثها سعيد بن دعلج، و رجع الهيثم بن معاوية قاتل عمرو بن شداد إلى بغداد فمات فيها فجأة في هذه السنة، و هو على بطن جارية له، و صلى عليه‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست