responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 113

[ابن عباس مرفوعا «لأن يربى أحدكم بعد أربع و خمسين و مائة جر و كلب خير له من أن يربى ولدا لصلبه». و هذا منكر جدا و في إسناده نظر. ذكره من طريق تمام عن خيثمة بن سليمان عن محمد ابن عوف الحمصي عن أبى المغيرة عبد اللَّه بن السمط عن صالح به، و عبد اللَّه بن السمط هذا لا أعرفه، و قد ذكره شيخنا الحافظ الذهبي في كتابه الميزان و قال: روى عن صالح بن على حديثا موضوعا] [1]

ثم دخلت سنة خمس و خمسين و مائة

فيها دخل يزيد بن حاتم بلاد إفريقية فافتتحها عودا على بدء، و قتل من كان فيها ممن تغلب عليها من الخوارج، و قتل أمراءهم و أسر كبراءهم و أذل أشرافهم و استبدل أهل تلك البلاد بالخوف أمنا و سلامة، و بالإهانة كرامة، و كان من جملة من قتل من أمرائهم أبو حاتم و أبو عباد الخارجيان. ثم لما استقامت له و به الأمور في البلدان دخل بعد ذلك بلاد القيروان فمهدها و أقر أهلها و قرر أمورها و أزال محذورها و اللَّه سبحانه أعلم.

بناء الرافقة و هي المدينة المشهورة

و فيها أمر المنصور ببناء الرافقة على منوال بناء بغداد في هذه السنة، و أمر فيها ببناء سور و عمل خندق حول الكوفة، و أخذ ما غرم على ذلك من أموال أهلها، من كل إنسان من أهل اليسار أربعين درهما. و قد فرضها أولا خمسة دراهم، خمسة دراهم، ثم جباها أربعين أربعين، فقال في ذلك بعضهم‌

يا لقومي ما رأينا* * * في أمير المؤمنينا

قسم الخمسة فينا* * * و جبانا أربعينا

و فيها غزا الصائفة يزيد بن أسيد السلمي. و فيها طلب ملك الروم الصلح من المنصور على أن يحمل إليه الجزية. و فيها عزل المنصور أخاه العباس بن محمد بن الجزيرة و غرمه أموالا كثيرة.

و فيها عزل محمد بن سليمان بن على عن إمرة الكوفة، فقيل لأمور بلغته عنه في تعاطى منكرات، و أمور لا تليق بالعمال، و قيل لقتله محمد بن أبى العوجاء- و قد كان ابن أبى العوجاء هذا زنديقا- يقال إنه لما أمر بضرب عنقه اعترف على نفسه بوضع أربعة آلاف حديث يحل فيها الحرام و يحرم فيها الحلال، و يصوّم الناس يوم الفطر و يفطرهم في أيام الصيام، فأراد المنصور أن يجعل قتله له ذنبا فعزله به، و إنما أراد أن يقيده منه، فقال له عيسى بن موسى: يا أمير المؤمنين لا تعزله بهذا و لا نقتله به، فإنه إنما قتله على الزندقة، و متى عزلته به شكره العامة و ذموك، فتركه حينا ثم عزله و ولى مكانه على الكوفة عمرو بن زهير. و فيها عزل عن المدينة الحسن بن زيد و ولى عليها عمه عبد الصمد بن على، و جعل معه فليح بن سليمان مشرفا عليه. و على إمرة مكة محمد بن إبراهيم بن محمد، و على البصرة الهيثم بن معاوية، و على مصر محمد بن سعيد، و على إفريقية يزيد بن حاتم. و فيها توفى صفوان‌


[1] سقط من المصرية.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست