responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 112

عنه- فتسارع الصبيان إلى ذلك، فلما رآهم مسرعين قال: لعله حق فتبعهم. و قال له رجل: ما بلغ من طمعك؟ فقال: ما زفت عروس بالمدينة إلا رجوت أن تزف إلى فأكسح داري و أنظف بابي و أكنس بيتي. و اجتاز يوما برجل يصنع طبقا من قش فقال له: زد فيه طورا أو طورين لعله أن يهدى يوما لنا فيه هدية. و روى ابن عساكر أن أشعب غنى يوما لسالم بن عبد اللَّه بن عمر قول بعض الشعراء:

مضين بها و البدر يشبه وجهها* * * مطهرة الأثواب و الدين وافر

لها حسب زاك و عرض مهذب‌* * * و عن كل مكروه من الأمر زاجر

من الخفرات البيض لم تلق ريبة* * * و لم يستملها عن تقى اللَّه شاعر

فقال له سالم: أحسنت فزدنا. فغناه:

ألمت بنا و الليل داج كأنه‌* * * جناح غراب عنه قد نفض القطرا

فقلت أ عطار ثوى في رحالنا* * * و ما علمت ليلى سوى ريحها عطرا

فقال له: أحسنت و لو لا أن يتحدث الناس لأجزلت لك الجائزة، و إنك من الأمر لبمكان.

و فيها توفى جعفر بن برقان، و الحكم بن أبان، و عبد الرحمن بن زيد بن جابر، و قرة بن خالد، و أبو عمرو بن العلاء أحد أئمة القراء، و اسمه كنيته، و قيل اسمه ريان و الصحيح الأول.

و هو أبو عمرو بن العلاء بن عمار بن العريان بن عبد اللَّه بن الحصين التميمي المازني البصري، و قيل غير ذلك في نسبه، كان علامة زمانه في الفقه و النحو و علم القراءات، و كان من كبار العلماء العاملين، يقال إنه كتب مل‌ء بيت من كلام العرب، ثم تزهد فأحرق ذلك كله، ثم راجع الأمر الأول فلم يكن عنده إلا ما كان يحفظه من كلام العرب، و كان قد لقي خلقا كثيرا من أعراب الجاهلية، كان مقدما أيام الحسن البصري و من بعده. و من اختياراته في العربية قوله في تفسيره الغرة في الجنين: إنها لا يقبل فيها إلا أبيض غلاما كان أو جارية. فهم ذلك من قوله (عليه السلام):

«غرة عبد أو أمة» و لو أريد أي عبد كان أو جارية لما قيده بالغرة، و إنما الغرة البياض. قال ابن خلكان: و هذا غريب و لا أعلم هل يوافقه قول أحد من الأئمة المجتهدين أم لا. و ذكر عنه أنه كان إذا دخل شهر رمضان لا ينشد بيتا من الشعر حتى ينسلخ، و إنما كان يقرأ القرآن و أنه كان يشترى له كل يوم كوزا جديدا و ريحانا طريا، و قد صحبه الأصمعي نحوا من عشر سنين.

كانت وفاته في هذه السنة، و قيل في سنة ست و خمسين، و قيل تسع و خمسين فاللَّه أعلم. و قد قارب التسعين، و قيل إنه جاوزها فاللَّه أعلم، و قبره بالشام و قيل بالكوفة فاللَّه أعلم.

[و قد روى ابن عساكر في ترجمة صالح بن على بن عبد اللَّه بن العباس عن أبيه عن جده عبد اللَّه‌]

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست