responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 110

و تركها حاملا، و وضع عندها رقعة فيها نسبته، و أنه عبد اللَّه بن محمد بن على بن عبد اللَّه بن عباس، و أمرها إذا بلغها أمره أن تأتيه، و إذا ولدت غلاما أن تسميه جعفرا. فولدت غلاما فسمته جعفرا.

و نشأ الغلام فتعلم الكتابة و غوى العربية و الأدب، و أتقن ذلك إتقانا جيدا، ثم آل الأمر إلى بنى العباس، فسألت عن السفاح فإذا هو ليس صاحبها، ثم قام المنصور و صار الولد إلى بغداد فاختلط بكتّاب الرسائل فأعجب به أبو أيوب المورياني صاحب ديوان الإنشاء للمنصور، و حظي عنده و قدمه على غيره، فاتفق حضوره معه بين يدي الخليفة فجعل الخليفة يلاحظه، ثم بعث يوما الخادم ليأتيه بكاتب فدخل و معه ذلك الغلام، فكتب بين يدي المنصور كتابا و جعل الخليفة ينظر إليه و يتأمله، ثم سأله عن اسمه فأخبره أنه جعفر، فقال: ابن من؟ فسكت الغلام، فقال: مالك لا تتكلم؟ فقال:

يا أمير المؤمنين إن من خبري كيت و كيت، فتغير وجه الخليفة ثم سأله عن أمه فأخبره، و سأله عن أحوال بلد الموصل فجعل يخبره و الغلام يتعجب. ثم قام إليه الخليفة فاحتضنه و قال: أنت ابني. ثم بعثه بعقد ثمين و مال جزيل و كتاب إلى أمه يعلمها بحقيقة الأمر و حال الولد. و خرج الغلام و معه ذلك من باب سر الخليفة فأحرز ذلك ثم جاء إلى أبى أيوب فقال: ما بطأ بك عند الخليفة؟ فقال:

إنه استكتبنى في رسائل كثيرة، ثم تقاولا، ثم فارقه الغلام مغضبا و نهض من فوره فاستأجر إلى الموصل ليعلم أمه و يحملها و أهلها إلى بغداد، إلى أبيه الخليفة. فسار مراحل، ثم سأل عنه أبو أيوب فقيل سافر فظن أبو أيوب أنه قد أفشى شيئا من أسراره إلى الخليفة و فر منه، فبعث في طلبه رسولا و قال: حيث وجدته فرده على. فسار الرسول في طلبه فوجده في بعض المنازل فخنقه و ألقاه في بئر و أخذ ما كان معه فرجع به إلى أبى أيوب. فلما وقف أبو أيوب على الكتاب أسقط في يديه و ندم على بعثه خلفه. و انتظر الخليفة عود ولده إليه و استبطأه و كشف عن خبره فإذا رسول أبى أيوب قد لحقه و قتله. فحينئذ استحضر أبا أيوب و ألزمه بأموال عظيمة، و ما زال في العقوبة حتى أخذ جميع أمواله و حواصله ثم قتله، و جعل يقول: هذا قتل حبيبي. و كان المنصور كلما ذكر ولده حزن عليه حزنا شديدا.

و فيها خرجت الخوارج من الصفرية و غيرهم ببلاد إفريقية. فاجتمع منهم ثلاثمائة ألف و خمسون ألفا، ما بين فارس و راحل، و عليهم أبو حاتم الأنماطي، و أبو عباد. و انضم إليهم أبو قرة الصفرى في أربعين ألفا، فقاتلوا نائب إفريقية فهزموا جيشه و قتلوه، و هو عمر بن عثمان بن أبى صفرة الّذي كان نائب السند كما تقدم، قتله هؤلاء الخوارج (رحمه اللَّه). و أكثرت الخوارج الفساد في البلاد، و قتلوا الحريم و الأولاد. و فيها ألزم المنصور الناس بلبس قلانس سود طوال جدا، و حتى كانوا يستعينون على رفعها من داخلها بالقصب، فقال أبو دلامة الشاعر في ذلك:

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست