نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 107
جعفر ابن أمير المؤمنين المنصور و دفن أولا بمقابر بنى هاشم من بغداد، ثم نقل منها إلى موضع آخر.
و فيها توفى عبد الملك بن عبد العزيز بن جريح أحد أئمة أهل الحجاز، و يقال إنه أول من جمع السنن. و عثمان بن الأسود، و عمر بن محمد بن زيد. و فيها توفى الامام أبو حنيفة.
ذكر ترجمته
هو الامام أبو حنيفة و اسمه النعمان بن ثابت التيمي مولاهم الكوفي، فقيه العراق، و أحد أئمة الإسلام، و السادة الأعلام، و أحد أركان العلماء، و أحد الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المتنوعة، و هو أقدمهم وفاة، لأنه أدرك عصر الصحابة، و رأى أنس بن مالك، قيل و غيره. و ذكر بعضهم أنه روى عن سبعة من الصحابة فاللَّه أعلم.
و روى عن جماعة من التابعين منهم الحكم و حماد بن أبى سليمان، و سلمة بن كهيل، و عامر الشعبي، و عكرمة، و عطاء، و قتادة، و الزهري، و نافع مولى ابن عمر، و يحيى بن سعيد الأنصاري و أبو إسحاق السبيعي. و روى عنه جماعة منهم ابنه حماد و إبراهيم بن طهمان، و إسحاق بن يوسف الأزرق، و أسد بن عمرو القاضي، و الحسن بن زياد اللؤلؤي، و حمزة الزيات، و داود الطائي، و زفر، و عبد الرزاق، و أبو نعيم، و محمد بن الحسن الشيباني، و هشيم، و وكيع، و أبو يوسف القاضي. قال يحيى بن معين: كان ثقة، و كان من أهل الصدق و لم يتهم بالكذب، و لقد ضربه ابن هبيرة على القضاء فأبى أن يكون قاضيا. و قد كان يحيى بن سعيد يختار قوله في الفتوى، و كان يحيى يقول:
لا نكذب اللَّه! ما سمعنا أحسن من رأى أبى حنيفة، و قد أخذنا بأكثر أقواله. و قال عبد اللَّه بن المبارك: لو لا أن اللَّه أعاننى بأبي حنيفة و سفيان الثوري لكنت كسائر الناس. و قال في الشافعيّ:
رأيت رجلا لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهبا لقام بحجته: و قال الشافعيّ: من أراد الفقه فهو عيال على أبى حنيفة، و من أراد السير فهو عيال على محمد بن إسحاق، و من أراد الحديث فهو عيال على مالك، و من أراد التفسير فهو عيال على مقاتل بن سليمان. و قال عبد اللَّه بن داود الحريبى:
ينبغي للناس أن يدعوا في صلاتهم لأبى حنيفة، لحفظه الفقه و السنن عليهم. و قال سفيان الثوري و ابن المبارك: كان أبو حنيفة أفقه أهل الأرض في زمانه. و قال أبو نعيم: كان صاحب غوص في المسائل. و قال مكي بن إبراهيم: كان أعلم أهل الأرض. و روى الخطيب بسنده عن أسد بن عمرو أن أبا حنيفة كان يصلى بالليل و يقرأ القرآن في كل ليلة، و يبكى حتى يرحمه جيرانه. و مكث أربعين سنة يصلى الصبح بوضوء العشاء، و ختم القرآن في الموضع الّذي توفى فيه سبعين ألف مرة، و كانت وفاته في رجب من هذه السنة- أعنى سنة خمسين و مائة- و عن ابن معين سنة إحدى و خمسين.
و قال غيره: سنة ثلاث و خمسين. و الصحيح الأول.
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 107