responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 106

و هو بأرض فارس. و هو الّذي أشتغل فيه و أسألك عن غوامضه، فأطرق الخليل ساعة ثم أنشد:

ذهب النحو جميعا كله‌* * * غير ما أحدث عيسى بن عمر

ذاك إكمال و هذا جامع‌* * * و هما للناس شمس و قمر

و قد كان عيسى يغرب و يتقعّر في عبارته جدا. و قد حكى الجوهري عنه في الصحاح أنه سقط يوما عن حماره فاجتمع عليه الناس فقال: ما لكم تكأكأتم عليّ تكأكؤكم على ذي مرّة؟ افرنقعوا عنى.

معناه: ما لكم تجمعتم على تجمعكم على مجنون؟ انكشفوا عنى. و قال غيره: كان به ضيق النفس فسقط بسببه فاعتقد الناس أنه مصروع. فجعلوا يعودونه و يقرءون عليه، فلما أفاق من غشيته قال، ما قال. فقال بعضهم: إني حسبته- يتكلم بالفارسية- و ذكر ابن خلكان أنه كان صاحبا لأبى عمرو بن العلاء، و أن عيسى بن عمر قال يوما لأبى عمرو بن العلاء: أنا أفصح من معدّ بن عدنان.

فقال له أبو عمرو كيف تقرأ هذا البيت.

قد كن يخبأن الوجوه تسترا* * * فاليوم حين بدأن للنظار

أو بدين؟ فقال بدين. فقال أبو عمرو: أخطأت، و لو قال: بدأن لأخطأ أيضا. و إنما أراد أبو عمرو تغليطه، و إنما الصواب بدون من بدا يبدو إذا ظهر، و بدأ يبدأ إذا شرع في الشي‌ء.

ثم دخلت سنة خمسين و مائة من الهجرة

فيها خرج رجل من الكفرة يقال له استاذسيس في بلاد خراسان فاستحوذ على أكثرها، و التف معه نحو من ثلاثمائة ألف، و قتلوا من المسلمين هنالك خلقا كثيرا، و هزموا الجيوش التي في تلك البلاد، و سبوا خلقا كثيرا، و تحكم الفساد بسببهم، و تفاقم أمرهم، فوجه المنصور خازم بن خزيمة إلى ابنه المهدي ليوليه حرب تلك البلاد، و يضم إليه من الأجناد ما يقاوم أولئك. فنهض المهدي في ذلك نهضه هاشمية، و جمع لخازم بن خزيمة الامرة على تلك البلاد و الجيوش، و بعثه في نحو من أربعين ألفا، فسار إليهم و ما زال يراوغهم و يماكرهم و يعمل الخديعة فيهم حتى فاجأهم بالحرب، و واجههم بالطعن و الضرب، فقتل منهم نحوا من سبعين ألفا، و أسر منهم أربعة عشر ألفا، و هرب ملكهم استأذسيس فتحرز في جبل، فجاء خازم إلى تحت الجبل و قتل أولئك الأسرى كلهم، و لم يزل يحاصره حتى نزل على حكم بعض الأمراء، فحكم أن يقيد بالحديد هو و أهل بيته، و أن يعتق من معه من الأجناد- و كانوا ثلاثين ألفا- ففعل خازم ذلك كله و أطلق لكل واحد ممن كان مع استاذسيس ثوبين، و كتب بما وقع من الفتح إلى المهدي، فكتب المهدي بذلك إلى أبيه المنصور. و فيها عزل الخليفة عن إمرة المدينة جعفر بن سليمان و ولاها الحسن بن زيد بن الحسن ابن الحسن بن على بن أبى طالب. و فيها حج بالناس عبد الصمد بن على عم الخليفة. و توفى فيها

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست