responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 105

المنصور، و أقبل عليه بعد ما كان قد أعرض عنه. و كان قد جرت بينهما قبل ذلك مكاتبات في ذلك كثيرة جدا، و مراودات في تمهيد البيعة لابنه المهدي و خلع عيسى نفسه، و أن العامة لا يعدلون بالمهديّ أحدا. و كذلك الأمراء و الخواص. و لم يزل به حتى أجاب إلى ذلك مكرها، فعوضه عن ذلك ما ذكرنا، و سارت بيعة المهدي في الآفاق شرقا و غربا، و بعدا و قربا، و فرح المنصور بذلك فرحا شديدا، و استقرت الخلافة في ذريته إلى زماننا هذا، فلم يكن خليفة من بنى العباس إلا من سلالته‌ ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ‌.

و فيها توفى عبيد اللَّه بن عمر العمرى، و هاشم بن هاشم، و هشام بن حسان صاحب الحسن البصري.

ثم دخلت سنة ثمان و أربعين و مائة

فيها بعث المنصور حميد بن قحطبة لغزو الترك الذين عاثوا في السنة الماضية ببلاد تفليس، فلم يجد منهم أحدا فإنهم انشمروا إلى بلادهم. و حج بالناس فيها جعفر بن أبى جعفر، و ثواب البلاد فيها هم المذكورون في التي قبلها. و فيها توفى جعفر بن محمد الصادق المنسوب إليه كتاب اختلاج الأعضاء و هو مكذوب عليه. [و فيها توفى سليمان بن مهران الأعمش أحد مشايخ الحديث في ربيع الأول منها [1]] و عمرو بن الحارث، و العوام بن حوشب، و الزبيدي، و محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى. و محمد بن عجلان.

ثم دخلت سنة تسع و أربعين و مائة

فيها فرغ من بناء سور بغداد و خندقها. و فيها غزا الصائفة العباس بن محمد فدخل بلاد الروم و معه الحسين بن قحطبة و محمد بن الأشعث. و مات محمد بن الأشعث في الطريق. و فيها حج بالناس محمد بن إبراهيم بن على و ولاه المنصور على مكة و الحجاز عوضا عن عمه عبد الصمد بن على. و عمال الأمصار فيها هم الذين كانوا في السنة قبلها. و فيها توفى زكريا بن أبى زائدة، و كهمس بن الحسن، و المثنى بن الصباح. و عيسى بن عمر أبو عمرو الثقفي البصري النحويّ شيخ سيبويه. يقال إنه من موالي خالد بن الوليد، و إنما نزل في ثقيف فنسب إليهم. كان إماما كبيرا جليلا في اللغة و النحو و القراءات، أخذ ذلك عن عبيد اللَّه بن كثير و ابن المحيصن و عبد اللَّه بن أبى إسحاق، و سمع الحسن البصري و غيرهم. و عنه الخليل بن أحمد و الأصمعي و سيبويه، و لزمه و عرف به و انتفع به، و أخذ كتابه الّذي سماه بالجامع فزاد عليه و بسطه، فهو كتاب سيبويه اليوم، و إنما هو كتاب شيخه، و كان سيبويه يسأل شيخه الخليل بن أحمد عما أشكل عليه فيه، فسأله الخليل أيضا عما صنف عيسى بن عمر فقال: جمع بضعا و سبعين كتابا ذهبت كلها إلا كتاب الإكمال،


[1] سقط من المصرية.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست