responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 104

لمساعدة المسلمين ببلاد أرمينية، و كان في جيش جبريل بن يحيى، فهزم جبريل و قتل حرب (رحمه اللَّه). و في هذه السنة كان مهلك عبد اللَّه بن على رغم المنصور.

[و هو الّذي أخذ الشام من أيدي بنى أمية، كان عليها واليا حتى مات السفاح، فلما مات دعا إلى نفسه فبعث إليه المنصور أبا مسلم الخراساني فهزمه أبو مسلم و هرب عبد اللَّه إلى عند أخيه سليمان ابن على والى البصرة فاختفى عنده مدة ثم ظهر المنصور على أمره فاستدعى به و سجنه، فلما كان في هذه السنة عزم المنصور] [1] على الحج فطلب عمه عيسى بن موسى- و كان ولى العهد من بعد المنصور عن وصية السفاح- و سلم إليه عمه عبد اللَّه بن على و قال له: إن هذا عدوى و عدوك، فأقتله في غيبتي عنك و لا تتوانى. و سار المنصور إلى الحج و جعل يكتب إليه من الطريق يستحثه في ذلك و يقول له: ما ذا صنعت فيما أودعت إليك فيه؟ مرة بعد مرة. و أما عيسى بن موسى فإنه لما تسلم عمه حار في أمره و شاور بعض أهله فأشار بعضهم ممن له رأى أن المصلحة تقتضي أن لا تقتله و ابقه عندك و أظهر قتله فانا نخشى أن يطالبك به جهرة فتقول: قتلته، فيأمر بالقود فتدعى أنه أمرك بقتله بالسر بينك و بينه فتعجز عن إثبات ذلك فيقتلك به، و إنما يريد المنصور قتله و قتلك ليستريح منكما معا. فتغير عيسى بن موسى عند ذلك و أخفى عمه و أظهر أنه قتله. فلما رجع المنصور من الحج أمر أهله أن يدخلوا عليه و يشفعوا في عمه عبد اللَّه بن على، و ألحوا في ذلك فأجابهم إلى ذلك، و استدعى عيسى بن موسى و قال له: إن هؤلاء شفعوا في عبد اللَّه بن على و قد أجبتهم إلى ذلك فسلمه إليهم. فقال عيسى: و أين عبد اللَّه؟ ذاك قتلته منذ أمرتنى. فقال المنصور: لم آمرك بذلك، و جحد ذلك و أن يكون تقدم إليه منه أمره في ذلك، فأحضر عيسى الكتب التي كتبها إليه المنصور مرة بعد مرة في ذلك فأنكر أن يكون أراد ذلك، و صمم على الإنكار، و صمم عيسى ابن موسى أنه قد قتله، فأمر المنصور عند ذلك بقتل عيسى بن موسى قصاصا بعبد اللَّه، فخرج به بنو هاشم ليقتلوه، فلما جاءوا بالسيف قال: ردوني إلى الخليفة، فردوه إليه فقال له: إن عمك حاضر و لم أقتله، فقال: هلم به. فأحضره فسقط في يد الخليفة و أمر بسجنه بدار جدرانها مبنية على ملح، فلما كان من الليل أرسل على جدرانها الماء فسقط عليه البناء فهلك. ثم إن المنصور خلع عيسى بن موسى عن ولاية العهد و قدم عليه ابنه المهدي، و كان يجلسه فوق عيسى بن موسى عن يمينه، ثم كان لا يلتفت إلى عيسى بن موسى و يهينه في الاذن و المشورة و الدخول عليه و الخروج من عنده، ثم ما زال يقصيه و يبعده و يتهدده و يتوعده حتى خلع نفسه بنفسه، و بايع لمحمد بن منصور و أعطاه المنصور على ذلك نحوا من اثنى عشر ألف ألف درهم، و انصلح أمر عيسى بن موسى و بنيه عند


[1] سقط من المصرية.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست