responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 101

و كثرة دورها و دروبها و منازلها و شوارعها و مساجدها و حماماتها و خاناتها، و طيب هوائها و عذوبة مائها و برد ظلالها و اعتدال صيفها و شتائها، و صحة ربيعها و خريفها، و أكثر ما كانت عمارة و أهلا في أيام الرشيد، ثم ذكر تناقص أحوالها و هلم جرا إلى زمانه. قلت: و كذا من بعده إلى زماننا هذا، و لا سيما في أيام هولاكو بن تولى بن جنكز بن خان التركي الّذي وضع معالمها و قتل خليفتها و عالمها و خرب دورها و هدم قصورها و أباد الخواص و العوام من أهلها في ذلك العام، و أخذ الأموال و الحواصل، و نهب الذراري و الأصائل، و أورث بها حزنا يعدد به في المبكرات و الأصائل، و صيرها مثلة في الأقاليم، و عبرة لكل معتبر عليم، و تذكرة لكل ذي عقل مستقيم، و بدلت بعد تلاوة القرآن بالنغمات و الألحان، و إنشاد الأشعار، و كان، و كان. و بعد سماع الأحاديث النبويّة بدرس الفلسفة اليونانية، و المناهج الكلامية و التأويلات القرمطية، و بعد العلماء بالأطباء، و بعد الخليفة العباسي بشر الولاة من الأناسي، و بعد الرئاسة و النباهة بالخساسة و السفاهة، و بعد الطلبة المشتغلين بالظلمة و العيارين، و بعد العلم بالفقه و الحديث و تعبير الرؤيا، بالموشح و دو بيت و مواليا.

و ما أصابهم ذلك إلا ببعض ذنوبهم‌ وَ ما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ و التحول منها في هذه الأزمان لكثرة ما فيها من المنكرات الحسية و المعنوية، و أكل الحشيشة، و الانتقال عنها إلى بلاد الشام الّذي تكفل اللَّه بأهلها أفضل و أكمل و أجمل.

و قد روى الامام أحمد عن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) أنه قال: «لا تقوم الساعة حتى يتحول خيار أهل العراق إلى الشام، و شرار أهل الشام إلى العراق».

ذكر ما ورد في مدينة بغداد من الآثار و التنبيه على ضعف ما روى فيها من الأخبار

فيها أربع لغات بغداد و بغداذ بإهمال الدال الثانية و إعجامها، و بغدان بالنون آخره و بالميم مع ذلك أولا مغدان، و هي كلمة أعجمية قيل إنها مركبة من بغ وداد فقيل بغ بستان و داد اسم رجل، و قيل بغ اسم صنم و قيل شيطان وداد عطية أي عطية الصنم، و لهذا كره عبد اللَّه بن المبارك و الأصمعي و غيرهما تسميتها بغداد و إنما يقال لها مدينة السلام، و كذا أسماها بانيها أبو جعفر المنصور، لأن دجلة كان يقال لها وادي السلام، و منهم من يسميها الزوراء.

فروى الخطيب البغدادي من طريق عمار بن سيف- و هو متهم- قال: سمعت عاصم الأحول يحدث عن سفيان الثوري عن أبى عثمان عن جرير بن عبد اللَّه قال قال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم): «تبنى مدينة بين دجلة و دجيل و قطر بل و الصراة تجبى إليها خزائن الأرض، و ملوكها جبابرة، فلهى أسرع ذهابا في الأرض من الوتد الحديد في الأرض الرخوة». قال الخطيب: و قد رواه عن عاصم الأحول سيف ابن أخت سفيان الثوري‌،

و هو أخو عمار بن سيف. قلت: و كلاهما ضعيف متهم يرمى بالكذب، و محمد بن جابر اليماني ضعيف، و أبو شهاب الحناطى ضعيف. و روى عن سفيان الثوري‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست