responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 100

بأنواع الفرش و البسط، و علقت فيها أنواع الستور، و أرصدت فيها ما ينبغي للخلافة من الجواري و الخدم، و ألبستهم أنواع الملابس، و جعلت في الخزائن ما ينبغي من أنواع الأطعمة و المأكل، و جعلت في بعض بيوتها من أنواع الأموال و الذخائر، ثم أرسلت بمفاتيحها إليه، ثم دخلها فوجد فيها ما أرصدته بها، فهاله ذلك و استعظمه جدا، و كان أول خليفة سكنها و بنى عليها سورا. ذكره الخطيب.

و أما التاج فبناه المكتفي على دجلة و حوله القباب و المجالس و الميدان و الثريا و حير الوحوش. و ذكر الخطيب صفة دار الشجرة التي كانت في زمن المقتدر باللَّه، و ما فيها من الفرش و الستور و الخدم و المماليك و الحشمة الباهرة، و الدنيا الظاهرة، و أنها كان بها أحد عشر ألف طواشى، و سبعمائة حاجب. و أما المماليك فألوف لا يحصون كثرة، و سيأتي ذكر ذلك مفصلا في أيامهم و دولتهم التي ذهبت كأنها أحلام نوم، بعد سنة ثلاثمائة. و ذكر الخطيب دار الملك التي بالمخرم، و ذكر الجوامع التي تقام فيها الجمعات، و ذكر الأنهار و الجسور التي بها، و ما كان في ذلك في زمن المنصور، و ما أحدث بعده إلى زمانه، و أنشد لبعض الشعراء في جسور بغداد التي على دجلة:

يوم سرقنا العيش فيه خلسة* * * في مجلس بفناء دجلة مفرد

رق الهواء برقة و قدامة* * * فغدوت رقا للزمان المسعد

فكأن دجلة طيلسان أبيض‌* * * و الجسر فيها كالطراز الأسود

و قال آخر:

يا حبذا جسر على متن دجلة* * * بإتقان تأسيس و حسن و رونق‌

جمال و حسن للعراق و نزهة* * * و سلوة من أضناه فرط التشوق‌

تراه إذا ما جئته متأملا* * * كسطر عبير خط في وسط مهرق‌

أو العاج فيه الأبنوس مرقش‌* * * مثال فيول تحتها أرض زئبق‌

و ذكر الصولي قال: ذكر أحمد بن أبى طاهر في كتاب بغداد أن ذرع بغداد من الجانبين ثلاثة و خمسون ألف جريب، و أن الجانب الشرقي ستة و عشرون ألف جريب و سبعمائة و خمسون جريبا و أن عدة حماماتها ستون ألف حمام، و أقل ما في كل حمام منها خمسة نفر حمامي و قيم و زبال و وقاد و سقاء، و أن بإزاء كل حمام خمسة مساجد، فذلك ثلاثمائة ألف مسجد، و أقل ما يكون في كل مسجد خمسة نفر- يعنى إماما و قيما و مأذونا و مأمومين- ثم تناقضت بعد ذلك، ثم دثرت بعد ذلك حتى صارت كأنها خربة صورة و معنى. على ما سيأتي بيانه في موضعه.

و قال الحافظ أبو بكر البغدادي: لم يكن لبغداد نظير في الدنيا في جلالة قدرها، و فخامة أمرها، و كثرة علمائها و أعلامها، و تمييز خواصها و عوامها، و عظم أقطارها، و سعة أطرارها،

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست