responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 6

سبب تأليف الكتاب و الطريقة التي اتبعها المؤلف فيه‌

(أما بعد) فهذا كتاب أذكر فيه بعون اللَّه و حسن توفيقه ما يسره اللَّه تعالى بحوله و قوته من ذكر مبدإ المخلوقات: من خلق العرش و الكرسي و السموات، و الأرضين و ما فيهن و ما بينهن من الملائكة و الجان و الشياطين، و كيفية خلق آدم (عليه السلام)، و قصص النبيين، و ما جرى مجرى ذلك الى أيام بنى إسرائيل و أيام الجاهلية حتى تنتهي النبوة الى أيام نبينا محمد (صلوات اللَّه و سلامه عليه).

فنذكر سيرته كما ينبغي فتشفى الصدور و الغليل، و تزيح الداء عن العليل* ثم نذكر ما بعد ذلك الى زماننا، و نذكر الفتن و الملاحم و أشراط الساعة. ثم البعث و النشور و أهوال القيامة، ثم صفة ذلك و ما في ذلك اليوم، و ما يقع فيه من الأمور الهائلة. ثم صفة النار، ثم صفة الجنان و ما فيها من الخيرات الحسان، و غير ذلك و ما يتعلق به، و ما ورد في ذلك من الكتاب و السنة و الآثار و الأخبار المنقولة المقبولة عند العلماء و ورثة الأنبياء، الآخذين من مشكاة النبوة المصطفوية المحمدية على من جاء بها أفضل الصلاة و السلام.

و لسنا نذكر من الإسرائيليات الا ما أذن الشارع في نقله مما لا يخالف كتاب اللَّه، و سنة رسوله (صلّى اللَّه عليه و سلّم). و هو القسم الّذي لا يصدق و لا يكذب، مما فيه بسط لمختصر عندنا، أو تسمية لمبهم ورد به شرعنا مما لا فائدة في تعيينه لنا فنذكره على سبيل التحلي به لا على سبيل الاحتياج اليه و الاعتماد عليه.

و انما الاعتماد و الاستناد على كتاب اللَّه و سنة رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، ما صح نقله أو حسن و ما كان فيه ضعف نبينه. و باللَّه المستعان و عليه التكلان. و لا حول و لا قوة الا باللَّه العزيز الحكيم العلى العظيم* فقد قال اللَّه تعالى في كتابه‌ كَذلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ ما قَدْ سَبَقَ وَ قَدْ آتَيْناكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً و قد قص اللَّه على نبيه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) خبر ما مضى من خلق المخلوقات، و ذكر الأمم الماضين، و كيف فعل بأوليائه، و ما ذا أحل بأعدائه. و بين ذلك رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) لأمته بيانا شافيا، سنورد عند كل فصل ما وصل إلينا عنه، (صلوات اللَّه و سلامه عليه). من ذلك تلو الآيات الواردات [1] في ذلك فأخبرنا بما نحتاج اليه من ذلك، و ترك ما لا فائدة فيه مما قد يتزاحم على علمه و يتراجم في فهمه طوائف من علماء أهل الكتاب مما لا فائدة فيه لكثير من الناس اليه [2] و قد يستوعب نقله طائفة من علمائنا و لسنا نحذو حذوهم و لا ننحو نحوهم و لا نذكر منها الا القليل على سبيل الاختصار. و نبين ما فيه حق مما وافق ما عندنا، و ما خالفه فوقع فيه الإنكار* فاما الحديث الّذي‌

رواه البخاري (رحمه اللَّه) في صحيحه عن عمرو بن العاص رضى اللَّه عنه أن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قال‌ «بلغوا عنى و لو آية، و حدثوا عن بنى إسرائيل و لا حرج، و حدثوا عنى و لا تكذبوا عليّ و من كذب عليّ متعمدا فليتبوَّأ مقعده من النار»

فهو محمول على الإسرائيليات المسكوت عنها


[1] أي بذكر الأحاديث عقب الآيات‌

[2] قوله مما لا فائدة فيه لكثير من الناس اليه. كذا بالأصول و هو مكرر

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 6
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست