responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 191

ينفعكم ذلك لأن اللَّه لا يهدى من يضل و ما لهم من ناصرين فلست أتأسف بعد هذا عليكم لأنكم لم تكونوا تقبلون النصيحة و لا تخافون يوم الفضيحة و لهذا قال فكيف آسى أي أحزن على قوم كافرين أي لا تقبلون الحق و لا ترجعون اليه و لا تلتفون اليه فحل بهم من بأس اللَّه الّذي لا يرد ما لا يدافع و لا يمانع و لا محيد لأحد أريد به عنه و لا مناص منه* و قد ذكر الحافظ بن عساكر في تاريخه عن ابن عباس أن شعيبا (عليه السلام) كان بعد يوسف (عليه السلام). و عن وهب بن منبه أن شعيبا (عليه السلام) مات بمكة و من معه من المؤمنين و قبورهم غربي الكعبة بين دار الندوة و دار بنى سهم‌

باب ذكر ذرية إبراهيم عليه الصلاة و التسليم‌

قد قدمنا قصته مع قومه و ما كان من أمرهم و ما آل اليه أمره (عليه السلام) و التحية و الإكرام و ذكرنا ما وقع في زمانه من قصة قوم لوط. و أتبعنا ذلك بقصة مدين قوم شعيب (عليه السلام) لأنها قرينتها في كتاب اللَّه عز و جل في مواضع متعددة فذكر تعالى بعد قصة قوم لوط قصة مدين و هم أصحاب الأيكة على الصحيح كما قدمنا فذكرناها تبعا لها اقتداء بالقرآن العظيم* ثم نشرع الآن في الكلام على تفصيل ذرية إبراهيم (عليه السلام) لأن اللَّه جعل في ذريته النبوة و الكتاب فكل نبي أرسل بعده فمن ولده*

ذكر إسماعيل (عليه السلام)‌

و قد كان للخليل بنون كما ذكرنا و لكن اشهرهم الأخوان النبيان العظيمان الرسولان أسنهما و أجلهما الّذي هو الذبيح على الصحيح إسماعيل بكر إبراهيم الخليل من هاجر القبطية المصرية (عليها السلام) من العظيم الجليل* و من قال إن الذبيح هو إسحاق فإنما تلقاه من نقلة بنى إسرائيل الذين بدلوا و حرفوا و أولوا التوراة و الإنجيل و خالفوا ما بأيديهم في هذا من التنزيل* فان إبراهيم أمر بذبح ولده البكر* و في رواية الوحيد و أياما كان فهو إسماعيل بنص الدليل ففي نص كتابهم إن إسماعيل ولد و لإبراهيم من العمر ست و ثمانون سنة* و إنما ولد إسحاق بعد مضى مائة سنة من عمر الخليل فإسماعيل هو البكر لا محالة و هو الوحيد صورة و معنى على كل حالة* أما في الصورة فلأنه كان وحده ولده أزيد من ثلاثة عشر سنة و أما أنه وحيد في المعنى فإنه هو الّذي هاجر به أبوه و معه أمه هاجر و كان صغيرا رضيعا فيما قيل فوضعهما في وهاد جبال فاران و هي الجبال التي حول مكة نعم المقيل و تركهما هنا لك ليس معهما من الزاد و الماء الا القليل و ذلك ثقة باللَّه و توكلا عليه. فحاطهما اللَّه تعالى بعنايته و كفايته فنعم الحسيب و الكافي و الوكيل‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست