كَرِيمٌ. فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ. لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ»[1].
و قد هتف بهم من ذي قبل: «إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً».
و قد أهاب سبحانه بالناس، و حذّرهم الغافلة عن الثقلين، فقال بشأن الكتاب: «وَ هذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَ اتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ»[2].
و قال في حقّ أهل البيت :: «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ»[3].
و في حجّة الوداع شدّد أمرهم و قوّاه، فقال عزّ من قائل: «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ»[4].
و بيّن أنّ الرسالة و تبليغ الكتاب طيلة ثلاث و عشرين سنة، لا يتمّان و لا يلتئمان إلّا بتبليغ هذا الأمر الهامّ.
فلمّا قام 6 و بلّغ ذلك، و أخذ من الناس البيعة له، قال سبحانه و تعالى: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً»[5].
فأرى و أنت معي أنّه كانت لا تلتئم دعوة القرآن، و رسالة النبيّ 6 حتّى يتمّ هذا الأمر، و لمّا تمّ وقعت الرسالة موقع القبول، و وجد الكتاب موضعه، و رضي اللّه تعالى لنا الإسلام دينا، و أتمّ بذلك نعمته علينا و أكمل بفضله لنا