[1] و قوله تعالى: وَ ثِيٰابَكَ فَطَهِّرْ[2]. انتهى.
قال الشيخ أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي في مجمع البيان:
الطهارة النظافة بانتفاء النجاسة؛ لأنّ الطهارة قد تكون بانتفاء الوسخ من غير نجاسة، و قد تكون بانتفاء النجاسة، فالطهارة في الآية هو القسم الأخير.
و قال في تفسير الآية:
أي و ثيابك الملبوسة فطهّرها من النجاسة للصلاة. و قيل: معناه «و نفسك فطهّر من الذنوب» و الثياب عبارة عن النفس، عن قتادة و مجاهد. و على هذا فيكون التقدير: «و ذا ثيابك فطهّر» بحذف المضاف.
و يؤيّد هذا القول قول عنترة:
فشككت بالرمح الأصمّ ثيابه ^ ^ ^ليس الكريم على القنا بمحرّم
[3] و قيل: طهّر ثيابك من لبسها على معصية أو غدرة، كما قال الشاعر:
و إنّي بحمد اللّه لا ثوب فاجر ^ ^ ^لبست و لا من غدرة أتقنّع
[4] قال الزجّاج: معناه لا تكن غادرا و يقال للغادر: دنس الثياب. و في معناه قول من قال:
و عملك فأصلح.
قال السدّي: يقال للرجل إذا كان صالحا: إنّه لطاهر الثياب. و إذا كان فاجرا: إنّه لخبيث الثياب.
و قيل: معناه فثيابك فقصّر، عن طاوس. و روي ذلك عن أبي عبد اللّه 7. قال الزجّاج: لأنّ تقصير الثياب أبعد من النجاسة، فإنّه إذا انجرّ على الأرض لم يؤمن أن يصيبه ما ينجّسه.
و قيل: معناه «و ثيابك فاغسلها عن النجاسة بالماء» لأنّ المشركين كانوا لا يتطهّرون، عن ابن زيد و ابن سيرين.