و الظاهر أنّ يَوْمَ متعلّق بمَا أَنْزَلْنٰا- أي ما أنزلناه على عبدنا في ذلك اليوم من الآيات الباهرة: من نزول الملائكة، و رمي التراب بيد رسول اللّه 6 و وصوله إلى أعين المشركين كما ورد، و النصر الواضح، و هزيمة جمع كثير بيد عدّة قليلة من المسلمين- و ذلك لكونه أقرب من غيره من الجمل، لا أن يكون متعلّقا بقوله تعالى غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ و لا بقوله لِلّٰهِ خُمُسَهُ (أي ثابت للّه خمسه يوم الفرقان) لأنّه خلاف الظاهر قطعا. مع أنّ قوله تعالى يَوْمَ الْفُرْقٰانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعٰانِ لا يناسب لأن يكون متعلّقا بمَا غَنِمْتُمْ أو بالمقدّر في لِلّٰهِ خُمُسَهُ لأنّ المناسب له حينئذ أن يقال: يوم الحرب أو يوم بدر، و أمّا الوصفان المذكوران- «الفرقان» و «التقى الجمعان»- فيناسبان نزول الآيات الّتي بها يفرق بين الحقّ و الباطل عند التقاء الجمعين. فافهم و تأمّل.
و الظاهر بعد أن يكون المقصود من ما أنزل اللّه على عبده يوم الفرقان هو خصوص يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفٰالِ قُلِ الْأَنْفٰالُ لِلّٰهِ وَ الرَّسُولِ[2]، فيكون المعنى: