كتوسيع الشوارع، أو الصرف في المصالح العامّة للمسلمين كما في الحكومات العرفيّة، بل هو مقتضى حقّ الحكومة.
و من هنا ينقدح احتمال أن يكون ذلك الحقّ للفقيه أيضا إمّا بناء على وجود الدليل على عموم النيابة، و هو مشكل- كما تكلّمنا على ذلك في رسالة صلاة الجمعة- أو بناء على كون ذلك من شئون الحكومة الشرعيّة، و هي ثابتة- كما يدلّ عليه معتبر عمر بن حنظلة [1]- لكنّه لا يخلو عن تأمّل أيضا.
و كيف ما كان، فيما ذكرناه في ملكيّة الإمام 7 يرتفع النزاع الواقع بين ابن أبي عمير و أبي مالك الحضرميّ- المنجرّ إلى حكميّة هشام بن الحكم و انقطاع ابن أبي عمير عن الهشام لذلك [2]- فإنّ الأخبار الكثيرة الدالّة على أنّ الدنيا و ما عليها للإمام أو أنّ الأرض كلّها له- كما أشير إليها في الجواهر [3]- لا تكون أقوى دلالة من الآية الشريفة [4]، و ليس مفاد ذلك سلب مالكيّة من انتقل إليه المال بسبب شرعيّ، و التضادّ في الملكيّة إنّما هو إذا كانتا في رتبة واحدة كما هو واضح، فإنّ اللّه تعالى مالك لجميع الموجودات من دون سلب المالكيّة الاعتباريّة عن غيره.
و الخمس ثابت فيها باتّفاق المسلمين كما في بداية المجتهد [5]، كما أنّ
[1] الوسائل: ج 18 ص 98 ح 1 من ب 11 من أبواب صفات القاضي.
[2] الكافي: ج 1 ص 409 ح 8 من باب أنّ الأرض كلّها للإمام.