[ (مسألة- 4) إذا وقعت قطرة خمر في حب خل و استهلكت فيه]

(مسألة- 4) إذا وقعت قطرة خمر في حب خل و استهلكت فيه لم يطهر (1) و تنجس الخل إلا إذا علم انقلابها خلا بمجرد الوقوع فيه (2).

انجماده و نزوله لا يحتاج الى السقف، ففي كل مكان يتصل مع البرودة ينجمد و الإنسان و ان يرى بعض القطرات في السقف و لكن القطع بعدم الفاصل غير موجود، فمع الشك قاعدة الطهارة محكمة. نعم لو علم بنجاسة السقف و تقاطرها منه- فحينئذ- يحكم بالنجاسة.

(1) لأن الاستهلاك- و ان كان موجبا للطهارة كما التزمنا به- و لكنه لما كان بعد الملاقاة الموجبة لنجاسة الخل لم يكن مجديا للطهارة. و هذا الاشكال بعينه جار في استحالة الكلب ملحا، فإنه ينجس المملحة قبل استحالته.

(2) تكون هذه المسألة من قبيل متمم الكر إذا كان متنجسا، و قد- ذكرنا في محله- ان المتمم يتصور على قسمين:- فصورة- يكون الماء المتنجس في جانب و المتمم في جانب آخر و يتصل كلا المائين إلى الماء الذي يكون قريبا الى الكر في آن واحد فعند ملاقاة المتمم الطاهر يلاقي النجس من جانب آخر، ففي هذه الصورة ان قلنا بالطهارة فلا اشكال فيه، إذ هو لاقى النجس في حال الكرية. أما- الصورة الثانية- المتمم بنفسه يكون نجسا- فحينئذ- عند ملاقاته للماء الثاني يلاقي النجس و يصير كرا- فحينئذ- لا يمكن القول بالطهارة إذ الملاقاة و الكرية- و ان كانتا في زمان واحد- و لكن الكرية متأخرة رتبة، إذ الملاقاة علة لشيئين التنجيس و الكرية، متأخرة عن الملاقاة، ففي رتبة الملاقاة التنجيس حاصل، إذ لا يكون كرا و الملاقاة مع الكر موجبة للطهارة، فالكرية متأخرة عن الملاقاة رتبة و ان كانت موجودة في زمان الملاقاة و لكن المعتبر ملاقاته كرا في رتبة واحدة لا في زمان واحد، ففي مفروض الماتن أيضا كذلك إذ ملاقاة الخمر مع الخل توجب تنجيس الخل و صيرورة الخمر خلا، فالملاقاة لكلا‌