responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 63

يروح لتعذيب النفوس ويغتدي

ويطلع في أفق الجمال ويغرب

فقال أبو محمد بن مالك : [الطويل]

ويحسد منه الغصن أيّ مهفهف

يجيء على مثل الكثيب ويذهب

وقد سبق هذا.

وكتب إلى الفتح من غير تروّ : يا سيدي ، جرت الأيام بفراقك ، وكان الله جارك في انطلاقك ، فغيرك من روّع بالظّعن [١] ، وأوقد للوداع جاحم الشّجن ، فإنك من أبناء هذا الزمن ، خليفة الخضر لا يستقرّ على وطن ، كأنك ـ والله يختار لك ما تأتيه وما تدعه ـ موكل بفضاء الأرض تذرعه [٢] ، فحسب من نوى بعشرتك الاستمتاع ، أن يعدّك من العواري السريعة الارتجاع ، فلا يأسف على قلّة الثوا [٣] وينشد : [الطويل]

وفارقت حتى ما أبالي من النّوى [٤]

ومات رحمه الله تعالى بغرناطة سنة ٥١٨ ، وحضر جنازته الخاصّة والعامّة ، وهو من محاسن الأندلس ، رحمه الله تعالى!.

ومن نوادر الاتفاق أن جارية مشت بين يدي المعتمد ، وعليها قميص لا تكاد تفرق بينه وبين جسمها ، وذوائبها تخفي آثار مشيها ، فسكب عليها ماء ورد كان بين يديه ، وقال : [الكامل]

علّقت جائلة الوشاح غريرة

تختال بين أسنّة وبواتر [٥]

وقال لبعض الخدم : سر إلى أبي الوليد البطليوسي المشهور بالنحلي ، وخذه بإجازة هذا البيت ، ولا تفارقه حتى يفرغ منه ، فأجاب النحلي لأول وقوع الرقعة بين يديه : [الكامل]

راقت محاسنها ورقّ أديمها

فتكاد تبصر باطنا من ظاهر [٦]

وتمايلت كالغصن في دعص النّقا

تلتفّ في ورق الشباب الناضر [٧]


[١] في ب : «فغيرك روع بالظعن».

[٢] هذا عجز بيت لابن زريق البغدادي ، وصدره : كأنما هو في حلّ ومرتحل.

[٣] الثوا : الثواء أي الإقامة ، حذف الهمزة وهذا جائز في كلامهم.

[٤] في ج : «وفارقت حتى لا أبالي من الهوى».

[٥] كذا في أ، ب ، ج. وفي ه : «علقت جائلة الوشاح عزيزة». والغريرة : الفتاة الناعمة التي ليس لها تجربة.

[٦] أديمها : جلدها.

[٧] الدعص : تل الرمل المجتمع المستدير. والنقا : القطعة من الرمل المحدودب.

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست