responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 62

فلا تحقرنّ عدوا رماك

وإن كان في ساعديه قصر

فإنّ السيوف تحزّ الرقاب

وتعجز عمّا تنال الإبر

قال : حسن جيّد ، ولكن اسمع ما قال شاعرنا القسطلّي [١] ، وأنشد : [الطويل]

أثرني لكشف الخطب والخطب مشكل

وكلني لليث الغاب وهو هصور

فقد تخفض الأسماء وهي سواكن

ويعمل في الفعل الصريح ضمير

وتنبو الرّدينيّات ، والطول وافر

ويبعد وقع السّهم وهو قصير [٢]

وكان الوزير الكريم أبو محمد عبد الرحمن بن مالك المعافري أحد وزراء الأندلس كثير الصنائع جزل المواهب عظيم المكارم ، على سنن عظماء الملوك وأخلاق السادة ، لم ير بعده مثله في رجال الأندلس ، ذاكرا للفقه والحديث ، بارعا في الآداب ، شاعرا مجيدا ، وكاتبا بليغا ، كثير الخدم والأهل ، ومن آثاره الحمّام بجوفيّ الجامع الأعظم من غرناطة ، وزاد في سقف الجامع من صحنه وعوّض أرجل قسيّه أعمدة الرخام ، وجلب الرءوس والموائد من قرطبة ، وفرش صحنه بكدان الصخر [٣]. ووجّهه أميره علي بن يوسف بن تاشفين إلى طرطوشة برسم بنائها ، فلمّا حلّها سأل قاضيها فكتب له جملة من أهلها ممّن ضعفت حاله وقلّ تصرّفه من ذوي البيوتات ، فاستعملهم أمناء ، ووسّع أرزاقهم ، حتى كمل له ما أراد من عمله ، ومن عجز أن يستعمله وصله من ماله ، فصدر عنها وقد أنعش خلقا ، رضي الله تعالى عنه ورحمه!.

ومن شعره في مجلس أطربه سماعه ، وبسطه احتشاد الأنس فيه واجتماعه ، فقال[٤]:[الخفيف]

لا تلمني إذا طربت لشجو

يبعث الأنس فالكريم طروب [٥]

ليس شقّ الجيوب حقّا علينا

إنّما الحق أن تشقّ القلوب

وقطف غلام من غلمانه نوّارة ومدّ بها يده إلى أبي نصر الفتح بن عبيد الله ، فقال أبو نصر: [الطويل]

وبدر بدا والطّرف مطلع حسنه

وفي كفّه من رائق النّور كوكب [٦]


[١] هو ابن دراج القسطلي. (انظر ديوان ص ٣٠٣).

[٢] الردينيات : الرماح.

[٣] في ب ، ج : «بكذان الصخر».

[٤] انظر القلائد ص ١٧٠.

[٥] في ب : «لا تلمني بأن طربت لشجو». والشجو : مصدر شجا ، أي أطرب ، أو أحزن ، أو هيّج الشوق.

[٦] النور ، بفتح النون وسكون الواو : الزهر الأبيض.

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست