فلما قرأها المعتمد استحضره ، وقال له : أحسنت ، أومعنا كنت؟ فقال له : يا قاتل المحل ، أما تلوت (فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (٦٨)) [سورة النحل ، الآية : ٦٨].
وأصبح المعتمد يوما ثملا فدخل الحمّام ، وأمر أن يدخل النحليّ معه ، فجاء وقعد في مسلخ [١] الحمام حتى يستأذن عليه ، فجعل المعتمد يحبق في الحمام وهو خال وقد بقيت في رأسه بقيّة من السكر ، وجعل كلّما سمع دويّ ذلك الصوت يقول : الجوز ، اللوز ، القسطل ، ومرّ على هذا ساعة ، إلى أن تذكّر النحلي ، فصادفه [٢] ، فلمّا دخل قال له : من أيّ وقت أنت هنا؟ قال : من أول ما رتّب مولانا الفواكه في النصبة ، فغشي عليه من الضحك ، وأمر له بإحسان. والنصبة : مائدة يصبون فيها هذه الأصناف.