responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 400

وحقّ لجار لم يوافقه جاره

ولا لاءمته الدار أن يتحوّلا

بليت بحمص والمقام ببلدة

طويلا لعمري مخلق يورث البلى

إذا هان حرّ عند قوم أتاهم

ولم ينأ عنهم كان أعمى وأجهلا

ولم تضرب الأمثال إلّا لعالم

وما عوتب الإنسان إلّا ليعقلا

وقال الفقيه أبو بكر بن أبي الدوس [١] : [الطويل]

إليك أبا يحيى مددت يد المنى

وقدما غدت عن جود غيرك تقبض

وكانت كنور العين يلمع بالدجا

فلمّا دعاه الصبح لبّاه ينهض

وقال في المطمح : إنه من أبدع الناس خطّا ، وأصحهم نقلا وضبطا ، اشتهر بالإقراء ، واقتصر بذلك على الأمراء ، ولم ينحطّ لسواهم ، ومطل الناس بذلك ولواهم ، وكان كثير التحوّل ، عظيم التجوّل ، لا يستقرّ في بلد ، ولا يستظهر على حرمانه بجلد ، فقذفته النوى ، وطردته عن كل ثوى [٢] ، ثم استقرّ آخر عمره بأغماث ، وبها مات ، وكان له شعر بديع يصونه أبدا ، ولا يمدّ به يدا.

أخبرني من دخل عليه بالمريّة فرآه في غاية الإملاق ، وهو في ثياب أخلاق [٣] ، وقد توارى في منزله تواري المذنب ، وقعد عن الناس قعود مجتنب ، فلمّا علم ما هو فيه ، وترفّعه عمّن يجتديه ، عاتبه في ذلك الاعتزال ، وآخذه حتى استنزله بغيض الإنزال [٤] ، وقال له : هلا كتبت إلى المعتصم ، فما في ذلك ما يصم [٥] ، فكتب إليه : إليك أبا يحيى مددت يد المنى ـ البيتين ، انتهى.

وقال الفقيه القاضي الفاضل أبو الفضل بن الأعلم ، حين أقلع وأناب ، وودع ذلك الجناب ، وتزهد وتنسّك ، وتمسّك من طاعة الله بما تمسّك ، وتذكّر يوما يتجرّد من أمله ، وينفرد فيه بعمله: [مجزوء الكامل]

الموت يشغل ذكره

عن كلّ معلوم سواه [٦]


[١] في ج : «بن أبي الدودس» وهو خطأ انظر ترجمته في المطمح ٦٣.

[٢] الثوى : الإقامة ، وأصله الثواء.

[٣] الإملاق : الفقر. ثياب أخلاق : باليات.

[٤] في ب ، ه : «بفيض الاستنزال».

[٥] يصم : يعيب.

[٦] في ه : «عن كل مأمول سواه».

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 400
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست