وفي «المقتبس ، في تاريخ الأندلس» [١] أن الأمير عبد الرحمن خرج في بعض أسفاره فطرقه خيار جاريته طروب أمّ ولده عبد الله ، وكانت أعظم حظاياه عنده ، وأرفعهنّ لديه ، لا يزال كلفا بها ، هائما بحبّها ، فانتبه وهو يقول : [السريع]
شاقك من قرطبة الساري
في الليل لم يدر به الداري
ثم أنبه [٢] عبد الله بن الشمر نديمه فاستجازه كمال البيت ، فقال : [السريع]
ثم أرتج عليه ، وكان عبد الله بن الشمر نديمه وشاعره غائبا عن حضرته ، فأراد من يجيزه ، فأحضر بعض قوّاده محمد بن سعيد الزجالي ، وكان يكتب له ، فأنشده القسيم ، فقال : [الطويل]
وما لا نرى ممّا يقي الله أكثر
فاستحسنه وأجازه ، وحمله استحسانه على أن استوزره.
وذكر ابن بسّام [٥] أن المعتمد بن عباد أمر بصياغة غزال وهلال من ذهب ، فصيغا ، فجاء وزنهما سبعمائة مثقال ، فأهدى الغزال إلى السيدة ابنة مجاهد ، والهلال إلى ابنه الرشيد [٦] ، فوقع له إلى أن قال : [الوافر]