responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 347

أحيي الليالي سهدا

في نشوة ومراح [١]

ولست أسمع ما ذا

يقول داعي الفلاح [٢]

والعياذ بالله من هذا الكلام ، وحاكي الكفر ليس بكافر.

وعتبه أحد إخوانه على هذا القول فقال : إني قلته وأنا لا أعقل ، ولا أعلم أنه يحفظ عني ، وأنا أستغفر الله تعالى منه ، والذي يغفر الفعل أكرم من أن يعاقب على القول.

ومن جيد شعره له : [الخفيف]

يا أخي ، فرّقت صروف الليالي

بيننا غير زورة الأحلام

فغدونا بعد ائتلاف وقرب

نتناجى بألسن الأقلام

وقال أخوهما الثالث هشام بن عبد الرحمن فيمن اسمه ريحان : [الطويل]

أحبّك يا ريحان ما عشت دائما

ولو لامني في حبّك الإنس والجان

ولولاك لم أهو الظلام وسهده

ولا حبّبت لي في ذرا الدار غربان

وما أعشق الريحان إلّا لأنه

شريكك في اسم فيه قلبي هيمان

على أنه لم يكمل الظرف مجلس

إذا لم يكن فيه مع الراح ريحان

وله فيه : [الطويل]

إذا أنا مازحت الحبيب فإنما

قصدت شفاء الهمّ في ذلك المزح

فما العيش إلّا أن أراه مضاحكا

كما ضحك الليل البهيم عن الصبح [٣]

وقال أخوهم الرابع يعقوب بن عبد الرحمن [٤] : [الوافر]

إذا أنا لم أجد يوما وقومي

لهم في الجود آثار عظام

فمن يرجى لتشييد المعالي

إذا قعدت عن الخير الكرام

ومدحه بعض الشعراء ، فأمر له بمال جزيل ، فلما كان مثل ذلك الوقت جاءه بمدح آخر ، فقال أحد خدام يعقوب : هذا اللئيم له دين عندنا جاء يقتضيه؟ فقال الأمير : يا هذا ، إن كان الله تعالى خلقك مجبولا على كره ربّ الصنائع فاجر على ما جبلت عليه في نفسك ، ولا تكن


[١] السهد : القلق والسهر.

[٢] داعي الفلاح : أراد المؤذن.

[٣] الليل البهيم : الشديد السواد.

[٤] انظر الحلة ج ١ ص ١٢٤.

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 347
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست