responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 348

كالأجرب يعدي غيره ، وإنّ هذا الرجل [١] قصدنا قبل ، فكان منّا له ما أنس به وحمله على العودة ، وقد ظنّ فينا خيرا ، فلا نخيب ظنّه ، والحديث أبدا يحفظ القديم ، وقد جاءنا على جهة التهنئة بالعمر ، ونحن نسأل الله تعالى أن يطيل عمرنا حتى يكثر ترداده ، ويديم نعمنا حتى نجد ما ننعم به عليه ، ويحفظ علينا مروءتنا حتى يعيننا على التجمل معه ، ولا يبلينا بجليس مثلك يقبض أيدينا عن إسداء الأيادي [٢] ، وأمر الشاعر بما كان أمر له به قبل ، وأوصاه بالعود عند حلول ذلك الأوان ما دام العمر.

وقال أخوهم الخامس الأمير محمد بن الأمير عبد الرحمن [٣] لأخيهم السادس أبان وقد خلا معه على راحة : هل لك أمل نبلغك إياه؟ فقال : لم يبق لي أمل إلّا أن يديم الله تعالى عمرك ويخلد ملكك ، فأعجب ذلك الأمير ، وقال : ما مالت إليك نفسي من باطل ، وكان كل واحد منهما يهيم بالآخر ، وفي ذلك يقول أبان : [البسيط]

يا من يلوم ولا يدري بمن أنا مف

تون لو ابصرته ما كنت تلحاني [٤]

من مازجت روحه روحي وشاطرني

يا حسنه حين أهواه ويهواني

وكان للأمير محمد بن الأمير عبد الرحمن ثلاثة أولاد نجباء : القاسم ، والمطرف ، ومسلمة ، ولهم أخ رابع اسمه عثمان.

فمن نظم القاسم [٥] في عثمان أخيه ، وقد زاره فاستسقاه ماء ، فأبطأ عليه غلامه لعلّة لم يقبلها القاسم : [البسيط]

الماء في دار عثمان له ثمن

والخبز شيء له شأن من الشّان

فاسلح على كل عثمان مررت به

غير الخليفة عثمان بن عفان

وله : [مخلع البسيط]

شغلت بالكيمياء دهري

فلم أفد غير كلّ خسر

إتعاب فكر ، خداع عقل

فساد مال ، ضياع عمر


[١] في ه : «وإن هذا رجل قصدنا ...».

[٢] إسداء الأيادي : إعطاء المعروف ، الإحسان.

[٣] انظر ترجمته في الحلة ج ١ ص ١١٩.

[٤] يلحاني : يلومني.

[٥] انظر الحلة ج ١ ص ١٢٧.

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 348
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست