responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 339

لا يرام ، قد نصب خيامه بالبراح ، ولم يتّخذ سورا غير سمر القنا وبيض الصّفاح ، له من العزم ردء ومن الحزم كمين [١] : [الوافر]

إذا صدق الحسام ومنتضيه

فكلّ قرارة حصن حصين [٢]

وهو من القوم الذين لا يجورون على جار ، ولا يرحلون بخزية ولا يتركون من عار ، دينهم دين التقوى ، وإن كنت من ذلك في شكّ فأقدم علينا حتى يصحّ لك اختبار الذهب بالسّبك ، وأنت بالخيار في الظعن والإقامة ، فإن حللت نزلت خير منزل ، وإن رحلت ودّعت أفضل وداع ، وسرت في كنف السلامة ، إذ قد شهرنا بأنّا لا نقيّد إلّا بالإحسان ، وأن ندع لاختياره كل إنسان.

ومن حكايات أهل الأندلس في الجود والفضل ومكارم الأخلاق [٣] : أنّ أبا العرب الصقلي حضر مجلس المعتمد بن عباد ، فأدخلت عليه جملة من دنانير السّكّة ، فيمر له بخريطتين منها ، وبين يديه تصاوير عنبر من جملتها صورة جمل مرصّع بنفيس الدّرّ ، فقال أبو العرب : ما يحمل هذه الدنانير إلّا جمل ، فتبسّم المعتمد وأمر له به ، فقال : [البسيط]

أعطيتني جملا جونا شفعت به

حملا من الفضّة البيضاء لو حملا [٤]

نتاج جودك في أعطان مكرمة

لا قدّ تعرف من منع ولا عقلا [٥]

فاعجب لشأني فشأني كلّه عجب

رفّهتني فحملت الحمل والجملا

ومن نظم أبي العرب المذكور : [الطويل]

إلام اتّباعي للأماني الكواذب

وهذا طريق المجد بادي المذاهب

أهمّ ولي عزمان : عزم مشرّق

وآخر يثني همّتي للمغارب

ولا بدّ لي أن أسأل العيس حاجة

تشقّ على أخفافها والغوارب [٦]

إذا كان أصلي من تراب فكلّها

بلادي وكلّ العالمين أقاربي

وذكر الحافظ الحجاري في «المسهب» أنه سأل عمّه أبا محمد عبد الله بن إبراهيم [٧] عن


[١] في ب : «له من العزم ردء ، ومن الرأي كمين». وفي ه : «له من الحزم رداء ، ومن الرأي كمين».

[٢] منتضيه : اسم فاعل من انتضى. وانتضى السيف : أخرجه من غمده.

[٣] انظر بدائع البداءة ج ٢ ص ١٣٦.

[٤] في البدائع «أجديتني جملا».

[٥] في ج : «لا قد تصرّف من منع ولا عقلا».

[٦] العيس : النوق.

[٧] انظر ترجمته في المغرب ج ٢ ص ٣٤.

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 339
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست