وسيأتي إن شاء الله تعالى قريبا من بلاغة أهل الأندلس في الجدّ والهزل ما فيه مقنع لمن اقتصر عليه.
ومن حكاياتهم في عدم احتمال الضيم والذلّ والوصف بالأنفة : أنه لمّا ثار أيوب بن مطروح في المائة الخامسة في الفتنة على ملك غرناطة عبد الله بن بلقين بن حبّوس وخاض بحار الفتنة حتى رماه موجها فيمن رمى على الساحل ، وحصل فيما بثّ عليهم يوسف بن تاشفين من الحبائل ، وكانت له همّة وأنفة عظيمة ، وخلع عن إمارته ، وحصل في حبالته ، أدخل رأسه تحته ، فانتظر من حضر معه أن يتكلّم أو يخرج رأسه ، فلم يكن إلّا قليل حتى وقع ميتا ، رحمه الله تعالى!.
ولمّا ثار الميورقي بإفريقية على بني عبد المؤمن الثورة المشهورة ، وخدمه جملة من أعيان أهل الأندلس ، وكان من جملتهم مالك بن محمد بن سعيد العنسي [٤] ، كتب عنه من رسالة : وبعد ، فإنّا لا نحتاج لك إلى برهان على أمير لسانه الحسام ، وأيّده التأييد الرباني الذي