responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 340

أفضل من لقي من أجواد تلك الحلبة ، فقال : يا ابن أخي ، لم يقدر أن يقضى لي الاصطحاب [١] بهم ، في شباب أمرهم ، وعنفوان رغبتهم في المكارم ، ولكن اجتمعت بهم وأمرهم قد هرم ، وساءت بتغير الأحوال ظنونهم ، وملّوا الشكر ، وضجروا من المروءة ، وشغلتهم المحن والفتن ، فلم يبق فيهم فضل للإفضال وكانوا كما قال أبو الطيب : [البسيط]

أتى الزمان بنوه في شبيبته

فسرّهموأتيناه على الهرم

فإن يكن أتاه على الهرم فإنّا أتيناه وهو في سياق الموت ، ثم قال : ومع هذا فإن الوزير أبا بكر بن عبد العزيز ـ رحمه الله تعالى ـ! كان يحمّل نفسه ما لا يحمله الزمان ، ويبسم في موضع القطوب ، ويظهر الرضا في حال الغضب ، ويجهد ألّا ينصرف عنه أحد غير راض ، فإن لم يستطع الفعل عوّض عنه القول.

قلت له : فالمعتمد بن عباد كيف رأيته؟ فقال : قصدته وهو مع أمير المؤمنين [٢] يوسف بن تاشفين في غزوته للنصارى المشهورة ، فرفعت له قصيدة منها : [البسيط]

لا روّع الله سربا في رحابهم

وإن رموني بترويع وإبعاد [٣]

ولا سقاهم على ما كان من عطش

إلّا ببعض ندى كفّ ابن عباد

ذي المكرمات التي ما زلت تسمعها

أنس المقيم وفي الأسفار كالزاد

يا ليت شعري ما ذا يرتضيه لمن

ناداه يا موئلي في جحفل النادي

فلما انتهيت إلى هذا البيت قال : أما أرتضيه لك فلست أقدر في هذا الوقت عليه ، ولكن خذ ما ارتضى لك الزمان ، وأمر خادما له فأعطاني ما أعيش في فائدته إلى الآن ، فإني انصرفت به إلى المرية ، وكان يعجبني سكناها والتجارة بها ، لكونها مينا لمراكب التجار من مسلم وكافر ، فتجرت فيها فكان إبقاء ماء وجهي على يديه ، رحمة الله تعالى عليه! ثم أخذ البطاقة وجعل يجيل النظر والفكر في القصيدة ، وأنا مترقّب لنقده ، لكونه في هذا الشأن من أئمته ، وكثيرا ما كان الشعراء يتحامونه لذلك إلّا من عرف من نفسه التبريز ، ووثق بها ، إلى أن انتهى إلى قولي : [البسيط]

ولا سقاهم على ما كان من عطش

إلّا ببعض ندى كفّ ابن عبّاد


[١] في ب ، ه : «الاستمطار لهم».

[٢] في ب ، ه : «أمير المسلمين».

[٣] في ه : «لا روح الله سربا» محرفا. والصواب ما أثبتناه من أ، ب.

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 340
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست