وقال في المطمح : الفقيه أبو عبد الله محمد بن أبي زمنين فقيه متبتّل ، وزاهد لا منحرف إلى الدنيا ولا منفتل ، هجرها هجر المنحرف ، وحلّ أوطانه فيها محلّ المعترف ، لعلمه بارتحاله عنها وتفويضه [٣] ، وإبداله منها وتعويضه ، فنظر بقلبه لا بعينه ، وانتظر يوم فراقه وبينه ، ولم يكن له بعد ذلك بها اشتغال ، ولا في شعاب تلك المسالك إيغال ، وله تآليف [٤] في الوعظ والزهد وأخبار الصالحين تدلّ على تخليته عن الدنيا واتّراكه ، والتفلّت من حبائل الاغترار وأشراكه ، والتنقّل من حال إلى حال ، والتأهّب للارتحال ، ويستدلّ به على ذلك الانتحال ، فمنها قوله : [البسيط]
الموت في كلّ حين ينشر الكفنا
فذكر الأبيات ، انتهى.
وقال خلف بن هارون يمدح الحافظ أبا محمد بن حزم [٥] : [المتقارب]