responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 325

يا دار ، أمّنك الزما

ن صروفه ونوائبه [١]

وجرت سعودك بالذي

يهوى نزيلك آيبه [٢]

فلنعم مأوى الضيف أن

ت إذا تحاموا جانبه

خطر شأوت به الديا

ر وأذعنت لك قاطبه [٣]

وصنع له [٤] ابن عبد الغفور رسالة سماها ب «الساجعة» حذا بها حذو أبي العلاء المعري في «الصاهل والساجح» [٥] وبعث بها إليه ، فعرضها عليه ، فأقامت عنده أياما ثم استدعاها منه فصرفها إليه ، وكتب معها : بكر زففتها أعزّك الله تعالى نحوك ، وهززت بمقدمها سناك وسروك ، فلم ألفظها عن شبع ، ولا جهلت ارتفاعها عمّا يجتلى من نوعها ويستمع ، ولكن لما أنسته [٦] من أنسك بانتجاعها ، وحرصك على ارتجاعها ، دفعت في صدر الولوع ، وتركت بينها وبين مجاثمها بتلك الربوع [٧] ، حيث الأدب غضّ ، وماء البلاغة مرفضّ ، فأسعد أعزّك الله بكرتها ، وسلّها عن أفانين معرّتها [٨] ، بما تقطفه من ثمارك ، وتغرفه من بحارك ، وترتاح له ولإخوانه من نتائج أفكارك ، وإنها لشنشنة أعرفها فيكم من أخزم ، وموهبة حزتموها وأحرزتم السبق فيها منذ كم. انتهى.

وابن عبد الغفور هو الوزير أبو القاسم الذي قال فيه الفتح [٩] : فتى زكا فرعا وأصلا ، وأحكم البلاغة معنى وفصلا ، وجرّد من ذهنه على الأعراض نصلا ، قدّها به وفراها ، وقدح زند المعالي حتى أوراها ، مع صون يرتديه ، ولا يكاد يبديه ، وشبيبة ألحقته بالكهول ، فأقفرت منه ربعها المأهول ، وشرف ارتداه ، وسلف اقتفى أثره الكريم واقتداه ، وله شعر بديع السّرد ، مفوّف البرد ، وقد أثبتّ له منه ما ألفيت ، وبالدلالة عليه اكتفيت ، فمن ذلك قوله : [الطويل]

تركت التصابي للصواب وأهله

وبيض الطّلى للبيض والسّمر للسّمر

مدامي مدادي والكؤوس محابري

وندماي أقلامي ومنقلتي سفري


[١] صروف الزمان : مصائبه.

[٢] في المطمح : «ودنت سعودك بالذي». وآب : رجع.

[٣] شأوت : سبقت.

[٤] في ب ، ه : «وصنع له ولد ابن عبد الغفور».

[٥] في ب : «الصاهل والشاجح».

[٦] في ج : «لما أنست».

[٧] في ب ، ج : «تلك الربوع».

[٨] المعرّة : الأذى ، المساءة.

[٩] انظر المطمح ص ٢٩ ـ ٣٠.

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 325
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست