responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 319

في البحيرة وانكفا ، ولم يعلم به إلّا بعدما طفا ، فأخرج وقد قضى ، وأدرج منه في الكفن حسام المجد منتضى ، فمن محاسنه قوله يصف السوسن ، وهو ممّا أبدع فيه وأحسن : [البسيط]

وسوسن راق مرآه ومخبره

وجلّ في أعين النظار منظره

كأنه أكؤس البلّور قد صنعت

مسندسات تعالى الله مظهره

وبينها ألسن قد طوّقت ذهبا

من بينها قائم بالملك يؤثره

إلى أن قال : واجتمع بجنّة خارج إشبيلية مع أخدان [١] له علية ، فبينما هم يديرون الراح ، ويشربون من كأسها الأفراح ، والجوّ صاح ، إذ بالأفق قد غيّم ، وأرسل الدّيم ، بعدما كسا الجوّ بمطارف الرذاذ [٢] ، وأشعر الغصون زهر قباذ ، والشمس منتقبة بالسحاب ، والرعد يبكيها بالانتحاب ، فقال : [مجزوء الكامل]

يوم كأنّ سحابه

لبست عمامات الصوامت

حجبت به شمس الضّحى

بمثال أجنحة الفواخت [٣]

والغيث يبكي فقدها

والبرق يضحك مثل شامت

والرعد يخطب مفصحا

والجوّ كالمحزون ساكت

وخرج إلى تلك الخميلة والربيع قد نشر رداءه ، ونثر على معاطف الغصون أنداءه [٤] ، فأقام بها وقال : [الكامل]

وخميلة رقم الزمان أديمها

بمفضّض ومقسّم ومشوب

رشفت قبيل الصبح ريق غمامة

رشف المحبّ مراشف المحبوب

وطردت في أكنافها ملك الصّبا

وقعدت واستوزرت كلّ أديب

وأدرت فيها اللهو حقّ مداره

مع كلّ وضّاح الجبين حسيب [٥]

وقال الوزير الكاتب أبو حفص أحمد بن برد : [الكامل]

قلبي وقلبك لا محالة واحد

شهدت بذلك بيننا الألحاظ


[١] في ب ، ه : «مع إخوان له». والأخدان : جمع خدن ، وهو الصديق.

[٢] في ب : «بمطارف اللاذ» وفي ه : «بمطارف لاذ».

[٣] الفواخت : جمع فاختة ، وفي نوع من الحمام البري من ذوات الأطواق.

[٤] في ب ، ه : «قد نشر رداه ونثر على الغصون نداه».

[٥] في ج : «والمطمح «مهوب».

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 319
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست