responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 317

إليه الآمال بغير خطام ، ووردت من نداه ببحر طام ، ولم يزل بالدولة قائما ، وموقظا من بهجتها ما كان نائما ، إلى أن صار الأمر إلى المأمون بن ذي النون أسد الحروب ، ومسدّ الثغور والدروب ، فاعتمد عليه واتّكل ، ووكل الأمر إلى غير وكل ، فما تعدّى الوزارة إلى الرياسة ، ولا تردّى بغير التدبير والسياسة ، فتركه مستبدا ، ولم يجد من ذلك بدا.

وكان أبو بكر هذا ذا رفعة غير متضائلة ، وآراء لم تكن آفلة ، أدرك بها ما أحبّ ، وقطع غارب كل منافس وجبّ [١] ، إلى أن طلّحه العمر وأنضاه [٢] ، وأغمده الذي انتضاه ، فخلّى الأمر إلى ابنيه ، فتلبّدا في التدبير ، ولم يفرقا بين القبيل والدّبير ، فغلب عليهما القادر بن ذي النون ، وجلب إليهما كل خطب ما خلا المنون ، فانجلوا ، بعد ما ألقوا ما عندهم وتخلّوا ، وكان لأبي عبد الله نظم مستبدع ، يوضع بين الجوانح ويودع ، انتهى المقصود من الترجمة.

وكان للوزير أبي الفرج ابن مكبود [٣] قد أعياه علاجه ، وتهيّأ للفساد مزاجه ، فدلّ على خمر قديمة ، فلم يعلم بها إلّا عند حكم ، وكان وسيما ، وللحسن قسيما ، فكتب إليه : [المجتث]

أرسل بها مثل ودّك

أرقّ من ماء خدّك

شقيقة النّفس فانضح

بها جوى ابني وعبدك

وكتب رحمه الله تعالى معتذرا [٤] ، عما جناه منذرا : [الخفيف]

ما تغيّبت عنك إلّا لعذر

ودليلي في ذاك حرصي عليكا

هبك أنّ الفرار من عظم ذنب

أتراه يكون إلّا إليكا [٥]

وقال في المطمح في حقّ أبي الفرج : من ثنيّة [٦] رياسة ، وعترة نفاسة ، ما منهم إلّا من تحلّى بالإمارة ، وتردّى بالوزارة ، وأضاء [٧] في آفاق الدول ، ونهض بين الخيل والخول ، وهو


[١] جبّ : قطع.

[٢] طلّحه العمر : أتعبه. وأنضاه : أضعفه وأهزله وأتعبه.

[٣] مكبود : مصاب بمرض في كبده.

[٤] في ه : «معذرا».

[٥] في ج : «هبك أن الفرار من غريب ذنب».

[٦] في ه : «من نبتة» وفي المطمح «بيتة».

[٧] في ه : «وأومض».

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 317
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست