والوزير المذكور قال في حقه في المطمح : إنه وزير المنصور بن عبد العزيز ، وربّ السبق في ودّه والتبريز ، ومنقض الأمور ومبرمها ، ومحمد [٦] الفتن ومضرمها ، اعتقل بالدّهي ، واستقلّ بالأمر والنهي ، على انتهاض بين الأكفاء ، واعتراض المحو لرسومه والإعفاء ، فاستمرّ غير مراقب ، وأمر ما شاء غير ممتثل للعواقب ، ينتضي عزائم تنتضى ، فإن ألمت من الأيام مظلمة أضا ، إلى أن أودى ، وغار منه الكوكب الأهدى ، فانتقل الأمر إلى ابنه أبي بكر ، فناهيك من أي عرف ونكر ، فقد أربى [٧] على الدّهاة ، وما صبا إلى الظبية والمهاة [٨] ، واستقلّ بالهول يقتحمه ، والأمر يسديه ويلحمه ، فأيّ ندى أفاض ، وأيّ أجنحة بمدى هاض [٩] ، فانقلاب [١٠]