responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 310

يحيى بن الرميمي [١] ، ثم كان عليه من النصارى ما علم ، ففرّ إلى مدينة فاس ، وبقي بها ضائعا خاملا ، يسكن في غرفة ، ويعيش من النسخ ، فقال : [السريع]

أمسيت بعد الملك في غرفة

ضيّقة الساحة والمدخل [٢]

تستوحش الأرزاق من وجهها

فما تزال الدّهر في معزل

النسخ بالقوت لديها ولا

تقرعها كفّ أخ مفضل

وأنشدها لبعض الأدباء ، فبينما هو ليلة ينسخ بضوء السراج وإذا بالباب [٣] يقرع ، ففتحه ، فإذا شخص متنكّر لا يعرفه ، وقد مدّ يده إليه بصرّة فيها جملة دنانير ، وقال : خذها من كف أخ لا يعرفك ولا تعرفه ، وأنت المفضل بقبولها ، فأخذها ، وحسن بها حاله.

وقال له بعض : هذا شعرك أيام خلعك ، فهل قلت أيام أمرك؟ قال : نعم ، لمّا قتل أهل المرية ابن مخلوف عامل عبد المؤمن وأكرهوني أن أتولّى أمرهم قلت : [الوافر]

أرى فتنا تكشّف عن لظاها

رماد بالنّفاق له انصداع [٤]

وآل بها النظام إلى انتثار

وساد بها الأسافل والرعاع [٥]

سأحمل كل ما جشّمت منها

بصدر فيه للهول اتّساع

وأصل بني الرميمي من بني أمية ملوك الأندلس ، ونسبوا إلى رميمة قرية من أعمال قرطبة.

وقال أبو بحر يوسف بن عبد الصمد [٦] : [الكامل]

فوصلت أقطارا لغير أحبّة

ومدحت أقواما بغير صلات

أموال أشعاري نمت فتكاثرت

فجعلت مدحي للبخيل زكاتي

وهذا من غريب المعاني.


[١] انظر ترجمته في المغرب ج ٢ ص ١٩٢.

[٢] في ج : «ضيقة الساحل والمدخل» وفي نسخة أخرى «ضيقة الساحات والمدخل».

[٣] في ب : «إذا بالباب». بإسقاط الواو.

[٤] انصداع : من الفعل انصدع ، أي انشقّ.

[٥] الرعاع : العوام من الناس.

[٦] انظر ترجمته في الذخيرة ج ٣ ص ٢٥١ والمغرب ج ٢ ص ٢٠٣.

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 310
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست