وكتبت بعدها [٢] من الكلام ما رأيته ، فلمّا حصلت الورقة عنده كتب إليّ في غيرها : أنا من بيت عادة أهله أن يكونوا اسم فاعل لا اسم مفعول ، وإنما أردت أن يحصل عندي خطك شاهدا على ما قابلتني به لئلّا أشكوك إلى أبي فيقول لي : حاش لله أن يقع الفقيه في هذا ، وإنما أنت خبيث ، رأيته يطالبك بالتزام الحفظ فاختلقت عليك لأخرجك من عنده ، فأبقى معذّبا معك ومعه ، وإن أنا أوقفته على خطّك صدّقني واسترحت ، ولكن لا أفعل هذا إن كففت عني [٣] ، وإن انتهيت فلا أخبر به أحدا ، قال ابن عبد الوارث : فلمّا وقفت على خطّه علمت قدر ما وقعت فيه ، وجعلت أرغب إليه في أن يردّ الرقعة إليّ ، فأبى وقال : هي عندي رهن على وفائك بأن لا ترجع تتكلّم في ذلك الشأن ، قال : فكان والله يبطل القراءة فلا أجسر [٤] أكلّمه : لأني رأيت صيانتي وناموسي قد حصل في يده ، وتبت من ذلك الحين عن هذا وأمثاله.
وقال جابر بن خلف الفحصي ـ وكان في خدمة عبد الملك بن سعيد ، وقرأ مع أبي جعفر بن سعيد وتهذّب معه ـ يخاطبه حين عاثت الذئاب في غنمه : [المتقارب]