وقال الراعي رحمه الله تعالى : سمعت شيخنا أبا الحسن علي بن سمعة الأندلسي ، رحمه الله تعالى ، يقول : شيئان لا يصحّان : إسلام إبراهيم بن سهل ، وتوبة الزمخشري من الاعتزال ، ثم قال الراعي : قلت : وهما من [١] مروياتي ، أما إسلام إبراهيم بن سهل فيغلب علي ظنّي صحّته لعلمي بروايته ، وأما الثاني ـ وهو توبة الزمخشري ـ فقد ذكر بعضهم أنه رأى رسما بالبلاد المشرقية محكوما فيه [٢] يتضمّن توبة الزمخشري من الاعتزال فقوي جانب الرواية ، انتهى باختصار.
وقال الراعي أيضا ما نصّه : وقد نكت الأديب البارع إبراهيم بن سهل الإسرائيلي الأندلسي على الشيخ أبي القاسم في تغزّله حيث قال : [الطويل]
موسى ، أيا بعضي وكلّي حقيقة
وليس مجازا قولي الكلّ والبعضا
خفضت مكاني إذ جزمت وسائلي
فكيف جمعت الجزم عندي والخفضا
وفي هذا دليل على أن يهود الأندلس كانوا يشتغلون بعلم العربية ، فإنّ إبراهيم قال هذين البيتين قبل إسلامه ، والله تعالى أعلم.
وقد روينا أنه مات مسلما غريقا في البحر ، فإن كان حقا فالله تعالى رزقه الإسلام في آخر عمره والشهادة [٣] ، انتهى.