responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 301

وألمى بقلبي منه جمر مؤجّج

تراه على خدّيه يندى ويبرد [١]

يسائلني : من أي دين؟ مداعبا

وشمل اعتقادي في هواه مبدّد

فؤادي حنيفيّ ، ولكنّ مقلتي

مجوسيّة من خدّه النار تعبد [٢]

ومنه قوله : [الكامل]

هذا أبو بكر يقود بوجهه

جيش الفتور مطرّز الرايات

أهدى ربيع عذاره لقلوبنا

حرّ المصيف فشبّها لفحات [٣]

خدّ جرى ماء النعيم بجمره

فاسودّ مجرى الماء في الجمرات

وذكر الحافظ أبو عبد الله محمد بن عمر بن رشيد الفهري في رحلته الكبيرة القدر والجرم المسماة ب «ملء العيبة ، فيما جمع بطول الغيبة ، في الوجهة الوجيهة إلى الحرمين مكة وطيبة» خلافا في إسلام ابن سهل باطنا ، وكتب على هامش هذا الكلام الخطيب العلامة سيدي أبو عبد الله بن مرزوق ما نصّه : صحّح لنا من أدركناه من أشياخنا أنه مات على دين الإسلام ، انتهى.

ورأيت في بعض كتب الأدب بالمغرب أنه اجتمع جماعة مع ابن سهل في مجلس أنس ، فسألوه لمّا أخذت منه الراح عن إسلامه : هل هو في الظاهر والباطن أم لا؟ فأجابهم بقوله : للناس ما ظهر ، ولله ما استتر ، انتهى.

واستدلّ بعضهم على صحّة إسلامه بقوله : [الطويل]

تسلّيت عن موسى بحبّ محمد

هديت ولو لا الله ما كنت أهتدي

وما عن قلى قد كان ذاك ، وإنما

شريعة موسى عطّلت بمحمد [٤]

وله ديوان كبير مشهور بالمغرب ، حاز به قصب السّبق في النظم والتوشيح.

وما أحسن قوله من قصيدة : [الطويل]

تأمّل لظى شوقي وموسى يشبّها

(تجد خير نار عندها خير موقد) [٥]


[١] الألمى : من كان بشفتيه لمى : وهو سمرة في باطن الشفتين تستحسن.

[٢] المجوسية : هم عبدة النار.

[٣] شبّها : أشعلها.

[٤] القلى : البغض.

[٥] اللظى : النار.

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 301
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست