responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 277

كلّ مخلّى للذي يختاره

في الأمن من ناه له أو زاجر [١]

ما إن لهم شغل بفنّ واحد

بل كلّ ما يجري بوفق الخاطر

شدو ورقص واقتطاف فكاهة

وتعانق وتغامز بنواظر

وهم كما تدري بأفقي أنجم

لكن لنا شوق لبدر زاهر

سيدي ، لا زلت متقدّما لكل مكرمة! هل يجمل التخلّف عن ناد قام فيه السرور على ساق ، وضحك فيه الأنس بملء فيه ، وانسدل به ستر الصون ، وفاء عليه ظلّ النعيم ، وسفرت فيه وجوه الطرب ، وركضت خيل اللهو ، وثار قتام الند [٢] ، وهطلت سحاب ماء الورد ، وجليت الكؤوس [٣] ، كالعرائس على كراسي العروس ، المثقلة بالعاج والآبنوس ، وكأنّ قطع النهار ممتزجة بقطع الظلام ، أو بني حام قد خالطت بني سام وعلى رؤوس الأقداح ، تيجان نظمها امتزاج الماء بالراح [٤] ، فطورا تستحيي [٥] فيبدو خجلها ، وطورا تمتزج فيظهر وجلها ، والعود ترجمان المسرّة قد جعلته أمّه في حجرها ، كولد ترضعه بدرّها ، وساقي الشّرب كالغصن الرطيب ، أوراقه أردية الشرب ، وأزهاره الكؤوس ، التي لا تزال تطلع وتغرب كالشموس ، ساق يفهم بالإشارة ، حلو الشمائل عذب العبارة ، ذو طرف سقيم ، وخدّ كأنه من خفره لطيم ، ولدينا من أصناف الفواكه والأزاهر ، ما يحار فيه الناظر ، وهل تكمل لذة دون إحضار خدود الورد ، وعيون النرجس ، وأصداغ الآس ، ونهود السفرجل ، وقدود قصب السكر ، ومباسم قلوب الجوز ، وسرر التفاح ، ورضاب ابنة العنب؟ فقد اكتمل بهذه الأوصاف المختلسة من أوصاف الحبائب الطرب : [الطويل]

فطر بجناح الشوق عند وصولها

إليك ولا تجعل سواك جوابها

فلا عين إلّا وهي ترنو بطرفها

إليك فيسّر في المطال حسابها

فقد أصبحت تعلو عليها غشاوة

لبعدك فاكشف عن سناها ضبابها

قال أبو جعفر : فجعلت وصولي جواب ما نظم ونثر ، وألفيت الحالة يقصر عن خبرها


[١] مخلّى : متروك.

[٢] القتام : الغبار ، وهنا الدخان. والند : عود يتبخر به.

[٣] في ب ، ه : «وطيبت الكؤوس».

[٤] الراح : الخمر.

[٥] في ه : «يستحسن». وما أثبتناه من أ، ب ، ج وهو أفضل.

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 277
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست