responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 276

الأماني وغطّت على عقله الآمال ، والله لقد بقيت في داري أروم الاجتماع بجارية مهينة قدر سنة فما قدرت على ذلك ، ومنعتني منها زوجتي ، فكيف أطلب ما دونه قطع الرءوس ونهب النفوس؟ فضحك ابن مردنيش ، وجدّد له الإحسان ، وجهّزه إلى بلده ، وأمر عمّاله أن يشاركوه في التدبير ، ويستأذنوه في الصغير والكبير ، فتأثّل [١] به مجده ، وعظم سعده.

ومن شعره قوله : [السريع]

انظر إلى الروض سحيرا وقد

بثّ به الطّلّ علينا العيون

يرقب منّا يقظة للمنى

فقل لها أهلا بداعي المجون [٢]

وحثّها شمسا إلى أن ترى

شمس الضحى تطرق تلك الجفون

وقوله : [الطويل]

تنبّه لمعشوق وكأس وقينة

وروض ونهر ليس يبرح خفّاقا

فقد نبّهت هذي الحدائق ورقها

وفتّح فيها الصبح بالطّلّ أحداقا

ومهما تكن في ضيقة فأدر لها

كؤوس الطّلا فالسّكر يوسع ما ضاقا [٣]

وقوله : [الكامل]

عطف القضيب مع النسيم تميّلا

والنهر موشيّ الخمائل والحلى

تركته أعطاف الغصون مظلّلا

ولنا عن النهج القويم مضلّلا

أمسى يغازلنا بمقلة أشهل

والطرف أسحر ما تراه أشهلا [٤]

وقال بعضهم : استدعاني أبو الحسن بن نزار لمجلس أنس بوادي آش ، فلمّا احتفل مجلسنا ، وطابت لذّتنا قال : والله ما تمام هذه المسرّة إلّا حضور أبي جعفر بن سعيد وهو الآن بوادي آش ، فوافقناه على ذلك لما نعلم من طيب حالتنا معهما ، وأنهما لا يأتيان إلّا بما يأتي به اجتماع النسيم والروض ، فخلا في موضع وكتب له : [الكامل]

يا خير من يدعى لكاس دائر

ووجوه أقمار وروض ناضر

إنّا حضرنا في النديّ عصابة

معشوقة من ناظم أو ناثر


[١] تأثل المجد : تأصل وثبت.

[٢] في ب : «ترقب منا ..».

[٣] الطلا : ما يطبخ من عصير العنب ، أي الخمرة.

[٤] العين الشهلاء : التي يخالط سوادها زرقة.

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 276
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست