responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 275

ولم يزل على حاله من السجن إلى أن تحيّل في جارية محسنة للغناء [١] حسنة الصوت وصنع [٢] موشحته التي أولها :

نازعك البدر اللياح

بنت الدنان [٣]

فلم يدع لك اقتراح

على الزمان

وفيها يقول :

يا هل أقول للحسود

والعيس تحدى [٤]

يا لائمي على السراح

كانت أماني

أخرجها ذاك السماح

إلى العيان

وجعل يلقيها [٥] على الجارية حتى حفظتها ، وأحكمت الغناء بها ، وأهداها إلى ابن مردنيش بعد ما أوصاها أنها متى [٦] استدعاها إلى الغناء وظفرت به في أطرب ساعة وأسرّها غنّته بهذه الموشحة ، وتلطّفت في شأن رغبتها في سراح قائلها ، فلعلّ الله تعالى يجعل في ذلك سببا ، واتّفق أن ظفرت بما أوصاها به ، وأحسنت غناء الموشحة ، فطرب ابن مردنيش لسماع مدحه ، وأعجبه مقاصد قائلها ، فسألها : لمن هي؟ فقالت : لمولاي عبدك ابن نزار ، فقال : أعيدي عليّ قوله «يا لائمي على السراح» فأعادته ، فداخلته عليه الرأفة والأريحية [٧] بما أصابه ، فأمر في الحين بحلّ قيده ، واستدعى به إلى موضعه في ذلك الوقت ، فلمّا دخل خلع عليه وأدناه وقال له : يا أبا الحسن ، قد أمرنا لك بالسّراح على رغم الحسود ، فارجع إلى بلدك مباحا لك أن تطلب الملك بها وبغيرها إن قدرت ، فأنت أهل لأن تملك جميع الأندلس ، لا وادي آش ، فقال له : والله يا سيدي بل ألتزم طاعتك والإقرار بأنك بعثتني من قبر رماني فيه الحسّاد والوشاة ، ثم شربا حتى تمكّنت [٨] بينهما المطايبة ، فقال له : يا ابن نزار ، الآن أريد أن أسألك عن شيء ، قال : وما هو يا سيدي؟ قال : عمّا في أمّ رأسك حين قلت : [البسيط]

في أمّ رأسي ما يعيا الزمان به

شرحا فسل بعدها الأيام عن خبري

فقال له : يا سيدي ، لا تسمع إلى غرور نفس ألقته [٩] على لسان نشوان لعبت بأفكاره


[١] في ه : «محسنة في الغناء».

[٢] في ب : «وضع موشحته».

[٣] اللياح : الأبيض الناصع. والبدر اللياح : المنير.

وبنت الدنان : الخمر.

[٤] «يا» في صدر البيت للتنبيه.

[٥] في ه : «وجعل من يلقيها على الجارية».

[٦] في ج «أوصاها أنه متى».

[٧] في ه : «الرقة والأريحية».

[٨] في ه : «إلى أن تمكنت».

[٩] في ه : «ألفته».

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 275
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست