ولمّا وفد على المنصور بن أبي عامر الشاعر المشهور أبو عبد الله محمد بن مسعود الغسّاني البجالي [١] اتّهم برهق في دينه ، فسجنه في المطبق مع الطليق القرشي ، والطليق غلام وسيم ، وكان ابن مسعود كلفا به يومئذ وفيه يقول : [البسيط]
غدوت في السجن خدنا لابن يعقوب
وكنت أحسب هذا في التكاذيب
رامت عداتي تعذيبي وما شعرت
أنّ الذي فعلوه ضدّ تعذيبي
راموا بعادي عن الدنيا وزخرفها
فكان ذلك إدنائي وتقريبي
لم يعلموا أنّ سجني لا أبا لهم
قد كان غاية مأمولي ومرغوبي
وسجن ابن مسعود [٢] والطليق قبله ، ووقع بينه وبين الطليق ، وعاد المدح هجاء ، فقال فيه : [السريع]