responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 188

رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا بضجيعه في قبره ، ولا من لا يشكّ في عدله ، فإن كان الفقهاء والقضاة أنزلوك بمنزلته في العدل ، فالله تعالى سائلهم عن تقلّدهم فيك ، وما اقتضاها عمر ، رضي الله تعالى عنه ، حتى دخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وحلف أن ليس عنده درهم واحد في بيت مال المسلمين ينفقه عليهم ، فلتدخل [١] المسجد الجامع هنالك بحضرة من أهل العلم وتحلف أن ليس عندك درهم واحد ولا في بيت مال المسلمين ، وحينئذ تستوجب ذلك ، والسلام ، انتهى.

وأمّا ابن الفراء الأخفش بن ميمون [٢] الذي ذكره الحجاري في «المسهب» فليس هو من هؤلاء ، بل هو من حصن القبداق [٣] من أعمال قلعة بني سعيد ، وتأدّب في قرطبة ، ثم عاد إلى حضرة غرناطة ، واعتكف بها على مدح وزيرها اليهودي ، وهو القائل : [البسيط]

صابح محيّاه تلق النّجح في الأمل

وانظر بناديه حسن الشمس في الحمل

ما إن يلاقي خليل فيه من خلل

وكلّما حال صرف الدهر لم يحل

وكان يهاجي المنفتل شاعر إلبيرة ، ومن هجاء المنفتل [٤] له قوله : [مجزوء الرمل]

لابن ميمون قريض

زمهرير البرد فيه

فإذا ما قال شعرا

نفقت سوق أبيه

ولمّا وفد على المرية مدح رفيع الدولة بن المعتصم بن صمادح بشعر ، فقال له بعض من أراد ضرّه : يا سيدي ، لا تقرب هذا اللعين ، فإنه قال في اليهودي : [الطويل]

ولكنّ عندي للوفاء شريعة

تركت بها الإسلام يبكي على الكفر

فقال رفيع الدولة : هذا والله هو الحرّ الذي ينبغي أن يصطنع ، فلو لا وفاؤه ما بكى كافرا بعد موته ، وقد وجدنا في أصحابنا من لا يرعى مسلما في حياته. فقال فيه المنفتل [٥] : [المجتث]

إن كنت أخفش عين

فإنّ قلبك أعمى

فكيف تنثر نثرا

وكيف تنظم نظما

ومن شعر الأخفش المذكور قوله : [الطويل]


[١] في ب : «فتدخل المسجد».

[٢] انظر المغرب ج ٢ ص ١٨٢.

[٣] في ب : «القبداق».

[٤] في ه : «ومن هجائه المنفتل له» وليس بشيء.

[٥] انظر المغرب ج ٢ ص ١٨٤.

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 188
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست