responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 160

ينفّس كربي إذ ينفّس كربه

ويعظم أنسي إذ يقلّ أنيسه [١]

إذا ما أعرت الجوّ طرفا تكاثرت

على من به أقماره وشموسه

رجع إلى ما كنّا فيه من كلام أهل الأندلس ، فنقول :

وكان محمد بن خلف بن موسى البيري متكلّما متحقّقا برأي الأشعرية ، وذاكرا لكتب الأصول في الاعتقاد [٢] ، مشاركا في الأدب ، مقدّما في الطب ، ومن نظمه يمدح إمام الحرمين رحمه الله تعالى : [الخفيف]

حبّ حبر يكنى أبا للمعالي

هو ديني ففيه لا تعذلوني [٣]

أنا والله مغرم بهواه

علّلوني بذكره علّلوني

وكتب أبو الوليد بن الجنان الشاطبي يستدعي بعض إخوانه إلى مجلس أنس بما صورته : نحن في مجلس أغصانه النّدامى ، وغمامه الصهباء ، فبالله إلّا ما كنت لروض مجلسنا نسيما ، ولزهر حديثنا شميما ، وللجسم روحا ، وللطيب ريحا ، وبيننا عذراء [٤] زجاجتها خدرها ، وحبابها ثغرها ، بل شقيقة حوتها كمامة ، أو شمس حجبتها غمامة ، إذا طاف بها معصم الساقي فوردة على غصنها ، أو شربها مقهقهة فحمامة على فننها ، طافت علينا طوفان القمر على منازل الحول ، فأنت وحياتك إكليلنا وقد آن حلولها في الإكليل ، انتهى.

وقال أبو الوليد المذكور : [مجزوء الكامل]

فوق خدّ الورد دمع

من عيون السّحب يذرف

برداء الشمس أضحى

بعدما سال يجفّف

وتذكّرت هنا بذكر الورد ما حكاه الشيخ أبو البركات هبة الله بن محمد النصيبي المعروف بالوكيل ، وكان شيخا ظريفا فيه آداب كثيرة ، إذ قال : كنت في زمن الربيع والورد في داري بنصيبين ، وقد أحضر من بستاني من الورد والياسمين شيء كثير ، وعملت على سبيل الولع دائرة من الورد تقابلها دائرة من الياسمين ، فاتّفق أن دخل عليّ شاعران كانا بنصيبين أحدهما يعرف بالمهذب والآخر يعرف بالحسن بن البرقعيدي ، فقلت لهما : اعملا في هاتين الدائرتين ، ففكّرا ساعة ثم قال المهذب : [مجزوء الكامل]


[١] نفّس كربه : فرّج عن همومه.

[٢] كذا في أ، ب ، ج. وفي ه «وذاكرا لكتب الأصول والاعتقادات».

[٣] الحبر ـ بفتح الحاء وسكون الباء : العالم ، وجمعه أحبار.

[٤] العذراء : هنا الخمر.

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست