يا حسنها دائرة
من ياسمين مشرق
والورد قد قابلها
في حلّة من شفق
كعاشق وحبّه
تغامزا بالحدق [١]
فاحمرّ ذا من خجل
واصفرّ ذا من فرق [٢]
قال : فقلت للحسن : هات ، فقال : سبقني المهذب إلى ما لمحته في هذا المعنى ، وهو قولي : [مجزوء الرمل]
من ياسمين كالحلي
في حلّة من خجل
تغامزا بالمقل
واصفرّ ذا من وجل
قال : فعجبت من اتفاقهما في سرعة الاتحاد ، والمبادرة إلى حكاية الحال ، انتهى.
وما ألطف قول بعضهم : [الطويل]
أرى الورد عند الصبح قد مدّ لي فما
يشير إلى التقبيل في حالة اللّمس [٣]
وبعد زوال الشمس ألقاه وجنة
وقد أثّرت في وسطها قبلة الشمس
وقال ابن ظافر في «بدائع البداءة» [٤] : اجتمع الوزير أبو بكر بن القبطرنة والأديب أبو العباس ابن صارة الأندلسيان في يوم جلا ذهب برقه ، وأذاب ورق ودقه ، والأرض قد ضحكت لتعبيس السماء ، واهتزّت وربت عند نزول الماء ، فقال ابن القبطرنة : [الكامل]
هذي البسيطة كاعب أبرادها
حلل الربيع وحليها النّوّار
فقال ابن صارة : [الكامل]
وكأنّ هذا الجوّ فيها عاشق
قد شفّه التعذيب والإضرار [٥]
ثم قال ابن صارة أيضا : [الكامل]
وإذا شكا فالبرق قلب خافق
وإذا بكى فدموعه الأمطار
[١] الحب ، بكسر الحاء : المحبوب.
[٢] الفرق ، بفتح الفاء والراء : الخوف.
[٣] في ه : «في ساعة اللمس».
[٤] البدائع ج ١ ص ١٨٦.
[٥] شفّه الحب : أضعفه.