responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 152

وكتب المرواني المذكور إلى صاحب له يستعير منه دابّة يخرج عليها للفرجة والخلاعة : أنهض الله تعالى سيدي بأعباء المكارم ، إنّ هذا اليوم قد تبسّم أفقه ، بعد ما بكى ودقه [١] ، وصقلت أصداء أوراقه ، وفتّحت حدائق أحداقه [٢] ، وقام نوره خطيبا على ساقه ، وفضّضت غدرانه ، وتوّجت أغصانه ، وبرزت شمسه من حجابها ، بعد ما تلفّعت بسحابها ، وتنبّه في أرجاء الروض أرج النسيم ، وعرف في وجهه [٣] نضرة النعيم ، وقد دعا كلّ هذا ناظر أخيك إن أن يجيله في هذه المحاسن ، ويجدّد نظره في المنظر الذي هو غير مبتذل والماء الذي هو غير آسن [٤] ، والفحص اليوم أحسن ما ملح ، وأبدع ما حرن فيه وجمح ، فجد لي بإعارة ما أنهض عليه لمشاهدته ويرفع عني خجل الابتذال ، بمناكب [٥] الأنذال ، لا زلت نهّاضا بالآمال ، مسعفا بمراد كلّ خليل غير مقصّر ولا آل [٦].

وكتب الأمير هشام بن عبد الرحمن إلى أخيه عبد الله المعروف بالبلنسي حين فرّ كتابا يقول في بعض فصوله : والعجب من فرارك دون أن ترى شيئا.

فخاطبه بجواب يقول فيه : ولا تتعجّب من فراري دون أن أرى شيئا ؛ لأنني خفت أن أرى ما لا أقدر على الفرار بعده ، ولكن تعجب مني أن حصلت في يدك بعد ما أفلتّ منك.

وقال له وزيره أحمد بن شعيب البلنسي : أليس من العار أن يبلغ بك الخور من هذا الصبي أن تجعل بينك وبينه البحر ، وتترك بلاد ملكك وملك أبيك؟ فقال : ما أعرف ما تقول ، وكل ما وقي به إتلاف النفس ليس بعار ، بل هو محض العقل ، وأوّل ما ينظر الأديب في حفظ رأسه ، فإذا نظر في ذلك نظر فيما بعده.

وقال عبد الله بن عبد العزيز الأموي ويعرف بالحجر [٧] : [البسيط]

اجعل لنا منك حظّا أيها القمر

فإنما حظّنا من وجهك النظر

رآك ناس فقالوا إنّ ذا قمر

فقلت كفّوا فعندي منهما الخبر

البدر ليس بغير النّصف بهجته

حتى الصباح وهذا كلّه قمر

وقال أبو عبد الله محمد بن محمد بن الناصر يرثي أبا مروان بن سراج : [الطويل]


[١] الودق : المطر.

[٢] في ب ، ه : «حدائقه».

[٣] في ه : «وعرف في وجوهه».

[٤] ماء آسن : متغيّر من ركودة أو مما خالطه.

[٥] في ب : «بمناكفة الأنذال».

[٦] آل : مقصّر ، وهو اسم فاعل من ألا فلان يألو فهو آل.

[٧] انظر الجذوة : ص ٢٤٤.

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست