responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 153

وكم من حديث للنبيّ أبانه

وألبسه من حسن منطقه وشيا

وكم مصعب للنحو قد راض صعبه

فعاد ذلولا بعد ما كان قد أعيا [١]

وحكي أنه دخل بعض شعراء الأندلس على الفقيه سعيد بن أضحى ، وكان من أعيان غرناطة ، فمدحه بقصيدة ، ثم بموشّحة ، ثم بزجل ، فلم يعطه شيئا ، بل شكا إليه فقرا ، حتى إنه بكى ، فأخذ الدواة والقرطاس وكتب ووضع بين يديه : [البسيط]

شكا مثال الذي أشكوه من عدم

وساءه مثل ما قد ساءني فبكى

إنّ المقلّ الذي أعطاك دمعته

نعم الجواد فتى أعطاك ما ملكا

وقال ابن خفاجة [٢] : [الكامل]

نهر كما سال اللّمى سلسال

وصبا بليل ذيلها مكسال [٣]

ومهبّ نفحة روضة مطلولة

فيها لأفراس النسيم مجال

غازلته والأقحوانة مبسم

والآس صدغ والبنفسج خال [٤]

وقال [٥] : [الطويل]

وساق كحيل الطّرف في شأو حسنه

جماح ، وبالصبر الجميل حران

ترى للصّبا نارا بخدّيه لم يثر

لها من سوادي عارضيه دخان

سقاها وقد لاح الهلال عشيّة

كما اعوجّ في درع الكميّ سنان [٦]

عقارا نماها الكرم فهي كريمة

ولم تزن بابن المزن فهي حصان

وقد حان من جون الغمامة أدهم

له البرق سوط والعنان عنان [٧]

وضمّخ درع الشمس نحر حديقة

عليك وفي الطّلّ السقيط جمان [٨]


[١] ذلولا : سهل الانقياد. وأعيا : أعجز.

[٢] انظر ديوان ابن خفاجة ص ١١٩.

[٣] في الديوان : «نهر كما ساغ اللمى سلسال» ، والصبا : الريح الهابة من ناحية الشرق. والبليل : الذي أصيب بالبلل ، وأراد أنها ريح ندية.

[٤] الأقحوانة : نبات له زهرة صفراء صغيرة في الوسط تحيط بها أوراق من الزهر الأبيض الصغير. يشبه الشعراء بها الأسنان. والصدغ هنا : الشعر المتدلي على الصدغ. والخال : نكته سوداء تكون في الخد.

[٥] انظر ديوان خفاجة ص ٢٣٥.

[٦] في ب : «سقانا وقد لاح ..».

[٧] في ب : «وقد جال ..».

[٨] في ب : «وضمخ ردع الشمس ... عليه وفي الطلّ ..».

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست