responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 151

ولكنني أقضي الحياة تجمّلا

وهل يهلك الإنسان إلّا التّجمّل

فقال له سعيد : قصدنا لومك فعطفت اللائمة علينا ، ونحن أحقّ بها ، وسننظر ، إن شاء الله تعالى ، فيما يرفع اللوم عن الجانبين ، ثم تكلّم مع الناصر في شأنه ، فأجرى له رزقا أغناه عن التكفّف ، فكانت هذه من حسنات سعيد وأياديه.

وقال المطرف بن عمر المرواني يمدح المظفر بن المنصور بن أبي عامر : [الكامل]

إنّ المظفّر لا يزال مظفرا

حكما من الرحمن غير مبدّل

وهو الأحقّ بكلّ ما قد حازه

من رفعة ورياسة وتفضّل

تلقاه صدرا كلّما قلّبته

مثل السنان بمحفل وبجحفل [١]

وحضر يوما مع شاعر الأندلس في زمانه ابن دراج القسطلّي ، فقال له القسطلي : أنشدني أبياتك التي تقول فيها : [الطويل]

على قدر ما يصفو الخليل يكدّر

فأنشده : [الطويل]

تخيّرت من بين الأنام مهذّبا

ولم أدر أني خائب حين أخبر

فمازجني كالراح للماء ، واغتدى

على كلّ ما جشّمته يتصبر [٢]

إلى أن دهاني إذ أمنت غروره

سفاها ، وأدّاني لما ليس يذكر

وكدّر عيشي بعد صفو ، وإنما

على قدر ما يصفو الخليل يكدّر

فاهتزّ القسطلّي وقال : والله إنك في هذه الأبيات لشاعر ، وأنا أنشدك فيما يقابلها لبلال بن جرير : [الكامل]

لو كنت أعلم أنّ آخر عهدهم

يوم الفراق فعلت ما لم أفعل

ولكن جعل نفسه فاعلا وعرّضت نفسك لأن يقال : إنك مفعول ، فقال : ومن أين يلوح ذلك؟ فقال القسطلي : من قولك «وأدّاني لما ليس يذكر» فما يظنّ في ذلك إلّا أنه [٣] أداك إلى موضع فعل بك فيه ، فاغتاظ الأموي وقال : يا أبا عمر ، ومن أين جرت العادة بأن تمزح معي في هذا الشأن؟ فقال له : حلم بني مروان يحملنا على أن نخرق العادة في الحمل على مكارمهم ، فسكن غيظه.


[١] الجحفل : الجيش الجرار.

[٢] جشّمته : كلّفته ، حملته.

[٣] في ه : «إلا أنك أداك» وليس بشيء.

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست