responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 150

عزموا على الغزو ، وأنا إن شاء الله تعالى ماض معهم ، ثم احتال في سيف ورمح وتوجّه معهم ، وقال : نفسي هي التي قتلتني بهواها ، أفلا أقتصّ منها فأقتلها؟ قال : فقلت لها : من خلّف للنظر في شأنكم؟ فقالت : ليس ذلك لك ، فالذي خلفنا له لا نحتاج معه [١] إلى غيره ، فأدركني من جوابها روعة ، وعلمت أنها مثله زهدا وصلاحا ، فقلت : إني قريبه ، ويجب عليّ أن أنظر في حالكم بعده ، فقالت : يا هذا ، إنك لست بذي محرم ، ولنا من العجائز من ينظر منّا ويبيع غزلنا ويتفقّد أحوالنا ، فجزاك الله تعالى عنّا خيرا ، انصرف عنّا مشكورا ، فقلت لها : هذه دراهم خذوها لتستعينوا بها [٢] ، فقالت : ما اعتدنا أن نأخذ شيئا من غير الله تعالى ، وما كان لنا أن نخلّ بالعادة ، فانصرفت نادما على ما فاتني من الاستكثار من شعر الشيخ والتبرّك بزيادة دعائه ، ثم عدت بعد ذلك لداره سائلا عنه ، فقالت لي المرأة : إنه قد قبّله الله تعالى ، فعلمت أنه قد قتل ، فقلت لها : أقتل؟ فقرأت (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) سورة آل عمران ، الآية : ١٦٩] ـ الآية فانصرفت معتبرا من حاله ، رحمه الله تعالى ورضي عنه ونفعنا به!.

وكانت للمروانيين بالأندلس يد عليا ، في الدين والدنيا. انتهى.

وقال محمد بن أيوب المرواني ، لمّا كلّف قوما حاجة له سلطانية فما نهضوا بها فكلّفها رأس بني مروان القائد سعيد بن المنذر ، فنهض بها : [الوافر]

نهضت بما سألتك غير وان

وقد صعبت لسالكها الطريق

وليس يبين فضل المرء إلّا

إذا كلّفته ما لا يطيق

وعتبه يوما سعيد بن المنذر في كونه يتعرّض لمدح خدام بني مروان ، فقال له : أعزّ الله تعالى القائد الوزير! إنكم جعلتموني ذنبا وجعلوني رأسا ، والنفس تتوق إلى من يكرمها وإن كان دونها أكثر منها إلى من يهينها [٣] وإن كان فوقها ، وإني من هذا وهذا في أمر لا يعلمه إلّا الله الذي بلاني به [٤] ، ويا ويح الشجيّ من الخليّ ، وأنا الذي أقول فيما يتخلّل هذا المنزع : [الطويل]

نسبت لقوم ليتني نجل غيرهم

فلي نسب يعلو وحظّي يسفل

أقطّع عمري بالتعلّل والمنى

وكم يخدع المرء اللبيب التّعلّل

فما لي مكان أرتضيه لهمّة

ولا مال منه أستعفّ وأفضل


[١] في ه : «ولا يحتاج معه إلى غيره».

[٢] في ب ، ه : «خذوها تستعينوا بها».

[٣] في أ : «أكثر ممن يهينها».

[٤] في ه : «لا يعلمه إلّا الذي أبلاني به».

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست