وذكر في «بدائع البداءة» أن جماعة من الشعراء في أيام الأفضل خرجوا متنزهين إلى الأهرام ليروا عجائب مبانيها ، ويتأمّلوا ما سطّره الدهر من العبر فيها ، فاقترح بعض من كان معهم العمل فيها ، فصنع أبو الصلت أمية بن عبد العزيز الأندلسي : [الطويل]
وقال ابن بسام : كان للمتوكل بن الأفطس فرس أدهم أغرّ محجّل على كفله ست نقط بيض ، فندب المتوكل الشعراء لصفته ، فصنع النّحلي أبو الوليد فيه بديها : [الرمل]
ركب البدر جوادا سابحا
تقف الريح لأدنى مهله
لبس الليل قميصا سابغا
والثريّا نقط في كفله
وغدير الصبح قد خيض به
فبدا تحجيله من بلله
كلّ مطلوب وإن طالت به
رجله من أجله في أجله
ثم انتدب الشعراء بعد ذلك للعمل فيه ، فصنع ابن اللّبّانة : [الكامل]